FRI, 14-3-2025

هل بالغ عون بالثقة بالحريري؟

09:562015/08/09
A
|
A
|

عون - الحريري

ياسر الحريري – صحيفة الديار

من الواضح ان معظم القوى السياسية في 8 و14 اذار، تعاونت على اجهاض خطوات العماد ميشال عون الاخيرة ان في قضية التعيينات العسكرية او في بعض القضايا السياسية، وقد ثبت الى جانب الجنرال حزب الله في مطالبه السياسية والامنية. لكن الواضح ايضاً ان هناك توافقات داخلية واقليمية كانت اكبر مما يريدها رئيس التيار الوطني الحر، خصوصاً في الموضوع الامني، الذي استطاع تيار المستقبل في مرحلة ما، اخذ الجنرال الى المكان الذي يريده هو- اي تيار المستقبل ومارس عليه لعبة الخداع، واسقاط التوافقات التي حصل بعضها في الرياض.

وترى المصادر الرفيعة المستوى العليمة بهكذا ملفات، ان العماد ميشال عون، بالغ جداً في التفاؤل بحواره مع الرئيس سعد الحريري، من حيث الشكل والمضمون، لدرجة ان عون وصل الى مرحلة الوثوق بكلام وتعهدات سعد، فيما كانت الحقيقة عكس ذلك منها الحديث عن مدير عام قوى الامن الداخلي قبل التمديد له اذ جرى التوافق في الممكلة العربية السعودية بين الحريري وعون، لكن قبل ان يصل الثاني الى بيروت كان هاتف احدى المرجعيات «يرن» ويبلغ ان القرار هو التمديد للواء الآدمي ابراهيم بصبوص.

والقضية الثانية تتعلق برئاسة الجمهورية اذ ان المستقبل وحلفاءه المحليين والاقليميين كانوا يمررون الوقت مع الجنرال حول رئاسة الجمهورية، فيما كانوا يقولون للوزير جبران باسيل لماذا لا تشتغل على نفسك لتكن وقد اضطر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليعلن بشكل واضح ان وزير الخارجية المتوفي الامير سعود الفيصل هو الذي يرفض اسم ميشال عون للرئاسة، ما جرى تفسيره انه رسالة مباشرة للجنرال ان المملكة ترفض وبالتالي الحريري لا يملك قرار الموافقة او الرفض بالاساس، على تفاصيل لبنانية فكيف بملف المقعد الاول في لبنان.

المصادر السياسية التي تتوافق مع رأيها بعض الشخصيات في 8 اذار، تقول ان عون بالغ بالفعل مع تيار المستقبل وسعد الحريري، اذ لا يمكن لمن انجز الابراء المستحيل، وجعل منه اخباراً الى النيابة العامة، والى من اطلق كل تلك المواقف، ان يأمن جانب المستقبل وقيادته ورؤوسه الحامية من الرئيس فؤاد السنيورة الى اللواء اشرف ريفي الى غيرهما.
ان الخلاف الحاد بين عون والحريري والخلاف الحاد بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وعدم التقاء الكيميا بالسياسة وربما الكيميا الشخصية مع الرئيس نبيه بري كلها تساهم وساهمت في اجهاض ما طالب به رئيس التيار الوطني الحر، وكانت المحاولة لمحاصرة توجهاته في التعيينات الامنية وفي توجهاته السياسية بغياب رئيس للجمهورية اللبنانية، قد يكون التقاء للمصالح بوجه عون، لكن ايضاً من المصارحة بمكان القول ان عون لا يستطيع ان يحاور جماعة «الابراء المستحيل» ويفتح النار السياسية على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي هو ممر الزامي لمختلف الملفات اللبنانية التفصيلية منها في الادارة والامن والسياسة. عدا عن انهما حلفاء في القضايا الوطنية والاستراتيجية الكبرى، رغم خلافهما منذ انتخابات جزين الى اخر الخلافات الواضحة حول السفراء والسفارات.. و.. و.

من هنا فأن «الفولات» العونية بأتجاه نبيه بري، لم تكن بوقتها ولا مكانها في وقت تشتد فيه حدة الخلافات السياسية الداخلية والامنية، عدا عن المرحلة الحرجة من مختلف النواحي المحيطة في لبنان.

البعض الآخر من تيار المستقبل تقول المصادر الرفيعة المستوى يرى ان عون يريد الاستئثار في المركز والمناصب لصالحه الخاص، ويريد ان يفرض شروطه على الجميع فيما ترك مسيحياً يقود هذه الحملات والحرب دون ان يجد مساندة مسيحية لا من الفريق المسيحي السياسي ولا حتى من البطريركية المارونية، وبالتالي لا يمكن اعتبار مطالبه، هي مطالبات بحقوق المسيحيين، كون المرجعيات المسيحية الاخرى لم تعلن تضامنها معه الى اليوم وقد خسر المعركة.

ألم يحسن «العماد» قراءة معطيات لبنان وما يحيط فيه بالسياسة او انه اراد تجاوز الخيمة الاقليمية والدولية، تحديدا في التجاذب الذي حصل في قضية التعيينات الامنية.
هناك من يرى من المراجع السياسية في البلد، ان ملف القيادات الامنية لا مجال للتجاذب فيه لبنانياً في هذه المرحلة الحساسة بالذات، كما لا يجوز القفز على المخاطر المحيطة بالبلد ولذلك لبنان لا يحتمل فراغاً في المجلس العسكري ولا في المناصب الامنية الاخرى، مما يعني ان الجميع مستفيد من الاستقرار الامني الذي يجب ديمومة مؤسساته . لذلك يعتبر هؤلاء ان العماد عون دخل الساحة الخطأ في محاولاته فرض ما يريد في المناصب الامنية.

لكن رغم كل ما يقال، يؤكد حلفاء عون الاساسيون في 8 اذار ان الجنرال كان يطالب بتطبيق القوانين، وليس العكس، اي انه لم يحاول افراغ المؤسسات الامنية كما يحاول ان يتهمه البعض، ولا احد ينسى ان الرجل ايضاً يدفع من قبل المستقبل وحلفاء المستقبل فاتورة خياراته الوطنية والاستراتيجية في مساندته للمقاومة وحزب الله في مواجهة اسرائيل وكذلك التكفيريين.


Mostaqel
على مدار الساعة
على مدار الساعة
5amsat
5amsat
5amsat
5amsat
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني