أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ان “الحزب هو حزب لبناني له تأثير في الاحداث الاقليمية ومن يريد توصيفنا أكثر من هذا فهذا شانه، فنحن لدينا بسبب علاقاتنا وحلفائنا نوع من التأثير الاقليمي”، مشيراً الى ان “5 سنوات من الحرب الكونية على سوريا والهدف كان اسقاط النظام والسيطرة على سوريا، الا أن الصمود الذي حصل في سوريا وصمود حلفاء سوريا الى جانبها وعدم تخليهم عنها رغم كل الضغوط كان العامل الرئيسي لما وصلنا اليه اليوم”.
وفي حديث تلفزيوني ضمن برنامج حديث الساعة الذي يعرض في هذه الأثناء على شاشة قناة المنار، أوضح نصر الله “اننا اليوم نشهد فشل الاستراتيجية الاميركية والتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، موضحاً أنه استجد اليوم استحقاق جديد امام الاوروبيين هو استحقاق اللاجئين وخاصة انهم يدعون اهتمامهم بحقوق الانسان، معتبراص ان العلاج يكون إما بعلاج السبب وهو ايقاف الحرب في سوريا او استيعابهم في بلادهم، كذلك من اهم العوامل هي الاتفاق النووي الايراني فالاميركيون كانوا يظنون انه خلال المفاوضات يمكن لايران ان تساوم على سوريا وهذا انتهى ايضا واعترف الاميركيون ان كل المفاوضات النووية كانت نووية فقط.
ولفت الى ان مجموعة عوامل ساهمت بالفشل، وايضا اليوم عامل مهم هو التدخل الروسي وهذا ما جعل الجميع حتى الاميركي والتركي يتأكد من الجدية الروسية، موضحاً أن الموقف العام الروسي يقول بأن روسيا وقفت الى جانب سوريا منذ بداية الاحداث، ودعمتها اعلاميا وعبر السلاح ولكن لم يتطور الموقف بالموضوع العسكري لان يرسل مثلا طائرات مع طيارين روس، وهنا حسابات روسيا ومصلحتها الكبرى هي ان سوريا الحليف الوحيد لروسيا هنا والمصالح السياسية والموقع الدولي والتأثير في اوضاع المنطقة، مع ذلك كان هناك رهانا لدى الاميركيين وبعض الدول العربية انه يمكن اقناع موسكو بالابتعاد عن دمشق وقدموا اغراءات هائلة لروسيا لاقناعها للخروج من الامر وهذا لم يؤد لنتيجة، مشيراً الى انه في مكان ما كان يظن البعض ان الروس غير حاسمين في موقفهم الى جانب سوريا.
ومن جهة اخرى أوضح السيد نصر الله أنه طلب الروس من الاميركيين ازالة الدرع الصاروخي بعد الاتفاق مع ايران خاصة ان ايران كانت الحجة لاقامته ولكنهم لم يزيلوه ، وهذا امر يهم الروس، كذلك عناصر كثيرة من تنظيم “داعش” هم من الشيشان والمناطق المحيطة وهم سيعودون الى دول الاتحاد الروسي مما يهدد الامن القومي، مشيراً الى انه منذ اشهر يتم نقاش الدخول الروسي، وروسيا دعت لاقامة تحالف دولي جديد يضم ايران والعراق وتركيا الى جانب الحلف الموجود بقيادة الولايات المتحدة الاميركية لمواجهة تنظيم “داعش”، لافتاً الى ان “لقاءات حصلت بين قيادات كبيرة بين هذه الدول وكان النقاش جدي لتشكيل قوة حقيقية لمواجهة الارهاب لذلك نعتبر ان الدخول الروسي له هذه الاسباب المباشرة وهذا ترجمة لما قلنا قبل اعوام عندما قالوا ان سوريا ستسقط وقلنا ان حلفاءها لن يتخلوا عنها”.
ولفت الى أن الموقف الروسي بما يخص الرئيس السوري بشار الاسد لم يعد فيه التباس، وحتى في ايران جربوا المحاولة لاقناعهم بالبحث عن بديل عن الاسد، الموقف الروسي والموقف الايراني حاسمين جدا بدعم الرئيس بشار الاسد.
وشدد على “اننا نرحب بأي قوة تدخل وتساهم وتساند هذه الجبهة لانها من خلال مشاركتها سوف تساهم بابعاد الاخطار الكبرى التي تهدد سوريا والمنطقة، فمن خلال فهمنا للاخطار التي تتهدد المنطقة فنحن نعتبر ان دخول العامل الروسي هو عامل ايجابي وتترتب عليه نتائج ايجابية انشاء الله، فالحركة الروسية منسقة بالحد الادنى باطار الدول الاربعة التي تحدثت عنها”، ورأى أن ما تريده ايران من سوريا هو ان تبقى في محور المقاومة، وايران لا تتدخل بأي شأن داخلي سوري وكل ما يقال عن هذا الامر هو غير صحيح، فالقرار في سوريا هو سوري مئة بالمئة وهم ايران ان لا تسقط سوريا بيد الارهاب.
وأوضح السيد نصر الله أنه لم يكتمل بعد حجم الدخول الروسي ولكن هناك اعداد معتد بها من الطائرات الحربية والصواريخ والمدافع الدقيقة الاصابة ومع امكانات كبيرة جدا مع أطقم، لافتاً الى ان “المقدار سيكون مؤثرا في مسار المعركة القادمة، وهم قالوا ان طلبت منا دمشق لارسال قوات فنحن جاهزون ولكن الى اليوم فإن الطلب السوري لم يحصل ولكنه قد يحصل”.