TUE, 18-3-2025

واشنطن وأسرار عام من الغارات الجوية على داعش

10:562015/09/20
A
|
A
|

طائرة حربية

محمد الطاهر – روسيا اليوم

بعد مرور عام على الضربات الجوية الدولية المتواصلة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية فشلت واشنطن وحلفاؤها في القضاء على تنظيم داعش أو إضعافه في العراق وسوريا. ولا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” على الرغم من ضربات الولايات المتحدة وحلفائها الجوية، يحتفظ تقريبا بكامل الأراضي التي سيطر عليها في البلدين. لم يختف من الوجود، ولم تضعف سطوته، بل تدل جميع المؤشرات على أنه باق ويتمدد كما يقول الشعار الذي يرفعه مناصروه.
حرب الولايات المتحدة وحلفائها على داعش في العراق بدأت فعليا في 19 ايلول عام 2014، فيما انطلقت الغارات على مواقع تنظيم “الدولة” في سوريا في 22 ايلول من نفس العام، واستخدمت فيها مئات الطائرات المقاتلة والتجسسية والصواريخ المجنحة إضافة إلى الأقمار الاصطناعية وأحدث تقنيات الرصد.

حشدت واشنطن تحالفا يمكن القول إنه الأكبر في التاريخ ضد مجموعة “إرهابية”، ورصدت لحربها ضده 3.5 مليار دولار من ميزانيتها الدفاعية البالغة 650 مليارا، ونشرت المئات من جنودها وخبرائها في الدول المجاورة، وكان لسلاحها الجوي نصيب الأسد من عمليات القصف الجوي في البلدين، نحو 93% في سوريا و70% في العراق، ومع ذلك لم يؤد ذلك إلى أي نتائج تُذكر.

وتشير الأرقام الرسمية الأميركية إلى أن طائرات قوات التحالف الذي تشارك فيه بأشكال مختلفة أكثر من 60 دولة، بينها 5 دول عربية، نفذت 20000 عملية قصف ودعم جوي ومرافقة، بينها 5200 طلعة استخدمت خلالها الطائرات سلاحا واحدا من ترسانتها على الأقل.

أسفرت آلاف الغارات التي نفذتها قوات التحالف، حسب تصريح لتوني بلينكين نائبوزير الخارجية الأميركية أدلى به في حزيران الماضي، عن مقتل 10 آلاف من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، بمعدل مصرع 1000 مقاتل شهريا منذ بدء العمليات الجوية في آب من العام الماضي، إلا أن بلينكين قال إن داعش يجند ألف عنصر كل شهر ويعوض خسائره البشرية!

إذن ماذا حققت الضربات الجوية في العراق وسوريا فعليا حتى الآن؟ الأرقام الأميركية تتحدث عن تدمير 10684 هدفا لتنظيم “الدولة الإسلامية” في البلدين منها 3262 مبنى، و119 دبابة و1202 آلية و2577 موقعا قتاليا.

إلى جانب حصيلة “الإنجازات” تسببت ضربات التحالف الدولي الجوية في العراق وسوريا في مضاعفات خطيرة، حيث قالت وسائل إعلام أميركية إن استهداف القصف الأمريكي للمنشآت النفطية ومخازن الحبوب ومحطات الكهرباء في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا ضاعف من معاناة السكان وتسبب بنقص في الغذاء وزاد من ارتفاع أسعار السلع.

في هذه الأجواء المشحونة بالفشل، احتفظ الرئيس الأميركي بثقته في النصر، حيث أكد في ايار الماضي إثر سقوط مدينة الرمادي في قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية” أن بلاده لا تخسر الحرب في العراق وسوريا، واصفا سقوط الرمادي بأنه “انتكاسة تكتيكية”.

هذا التشخيص أثار غضب السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي عبّر عن استغرابه من تكرار أوباما لمثل هذه التعابير فيما “يُقتل الآلاف من الأشخاص وتنتشر الجثث المحترقة في الشوارع إلى جانب الإعدامات وقطع الرؤوس”.

ماكين رأى الحل في إرسال قوات برية أميركية لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مشيرا إلى أن 75 % من الغارات الجوية تعود فيها الطائرات إلى قواعدها دون أن تلقي حمولتها من القنابل والصواريخ بسبب عدم القدرة على تحديد الأهداف.

بالمقابل، يصر الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن محاربة تنظيم “الدولة” براً من مسؤولية دول الجوار، وتمضي واشنطن قدما في محاولة حشد المزيد من الدول لحملتها الجوية حتى أنها طلبت مؤخرا من أوزبكستان الانضمام إلى تحالفها الدولي، ما يشير إلى أن البيت الأبيض يواصل خططه القديمة في محاربة تنظيم “الدولة” غير عابئ بنتائجها المخيبة للآمال.


5amsat
على مدار الساعة
على مدار الساعة
5amsat
5amsat
mostaqel
5amsat
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني