عاد ملف التعديات الناتج عن المقالع والمرامل والكسارات الواقعة على الحدود بين محافظتي الهرمل وعكار الى الواجهة مجددا مع ازدياد حجم التعديات بشكل مخيف بات يقلق الأهالي في المناطق المجاورة، ويترك أكثر من علامة استفهام حول الجهات التي تقوم بتغطية اصحاب هذه المقالع والشركات المستفيدة مما يجري.
وقد بات واضحا أن كل المحاولات التي قام بها المهتمون بالشأن البيئي وبعض الصحافيين الذين سعوا على مدار الأعوام الماضية الى كشف حجم التعديات، ودق ناقوس الخطر عبر الطلب من الوزارات المعنية باتخاذ خطوات حاسمة من شأنها ضبط عمل المقالع والكسارات الموجودة في المنطقة، إضافة الى الجهود التي بذلها محافظ عكار عماد لبكي مؤخرا لجهة الطلب الى القوى الأمنية إعداد «داتا» شاملة عن مختلف المقالع الموجودة، قد باءت بالفشل.
ووفق إحصاء قوى الأمن الداخلي فان عكار تضم 55 مقلعا ومرملا وكسارة موزعة على مختلف أرجاء المحافظة. 31 من بينها لا يعمل إما بسبب توقفه عن العمل لعدم حيازته على رخصة وإما لصدور حكم بحقه وختمه بالشمع الأحمر.
ولكن الاحصاء الذي شمل منطقة الجومة والدريب والقيطع والاسطوان، لم يتطرق على الاطلاق للمقالع العملاقة في سفوح عكار وجبالها الرئيسية حيث منبع المقالع والكسارات التي قضت على غابات عكار النادرة. وتحديدا الكسارات «العملاقة» في منطقة كرم شباط (موقعي معبور الأبيض والحريق).
وترتفع صرخة أهالي بلدة القبيات التي يعبرها يوميا ما يزيد عن 750 شاحنة تسلك طريق الهرمل ـ القبيات ومنها الى مختلف المناطق اللبنانية، وللغاية أقدم أهالي البلدة يتقدمهم رئيس البلدية عبدو عبدو ومسؤول «التيار الوطني الحر» في القبيات جيمي جبور وعدد من المخاتير على قطع طريق عام القبيات ـ الهرمل أمام الشاحنات لبعض الوقت، احتجاجا على حركة مرور الشاحنات غير المنظمة التي تنقل الرمول من المقالع والكسارات من منطقة الرويمة والبستان على الحدود بين الهرمل وعكار.
وأعرب ميشال عبدو في بيان باسم المعتصمين، عن «المعاناة التي يعيشها اهالي القبيات والبلدات المجاورة من كثافة مرور الشاحنات بطريقة غير منظمة وعشوائية تهدد السلامة العامة، فضلا عن الازعاج والتلوث الذي تتسبب فيه في مختلف الأوقات، وخصوصا في اوقات خروج طلاب المدارس».
نجلة حمود- السفير