بلا لجنة إدارية يمضي نادي الحكمة. بلا رواتب يمضي النادي العريق. بلا وئام يمضي النادي العريق. بطاقاتٍ شابّة يستمر، بآمال لاعبين يأبون أن يتلاشى تاريخٌ سلّوي أمام أعينهم وأن تنهار حكاياتُ مجدٍ ما زال الجمهور الوفي يؤمن فيها رغم كلّ شيء. يمضي الحكمة رغم سوء الإدارة والأحوال الماديّة، رغم كلّ التخبّطات التي شهدتها مرحلة ما قبل عودة المدرّب فؤاد أبو شقرا واستمرّت حتى مرحلة ما بعد عودته.
ربّما يصمد الحكمة بقدرة إلهية. يفوز بقدرةٍ إلهية. يواصل لاعبوه تمارينهم بقدرةٍ إلهية. يُكثر رئيس النادي الفخري الأب جان بول أبو غزاله صلواته لناديه الحبيب، تمامًا كما يصلّي جميع عشّاق النادي من الجمهور الذي ما انفكّ يضيء الشموع كي ينعم بظفره، كي ينهل من فوزه فرحةً اشتاق اليها منذ أكثر من عقد، من الزمن الحكموي الجميل بعيدًا من المناكفات السياسيّة والشخصانية.
ليس مهمًا ما إذا كان إيلي مشنتف مخطئًا في حقّ أبو شقرا، ولا إذا كان نديم حكيم هو الآخر جائرًا في حقّ أبو شقرا. ليست مهمة ماهيات استقالة اللجنة الإداريّة، ولا وصول النادي الى نهائيات هذه البطولة بعد الأداء المتواضع الذي قدّمه في المباريات الاربع التي خاضها حتى اليوم. المهمّ اليوم استنهاض النادي من كبوةٍ مفروضة عليه وعلى لاعبيه البواسل الذين ما هم سوى الضحية الأولى والأخيرة. المهمّ اليوم التأسيس لمرحلةٍ جديدة عنوانها "الحكمة الجديد" برعاية أبو غزاله الحريص شأن شأنه الكثيرين من ذوي النوايا الصافية كلّ الحرص على سلامة النادي وصحّته. المهمّ اليوم وضع حجر أساس لمرحلةٍ مختلفة وموسمِ مقبل يطلّ فيه الحكمة بحلّة خضراء، بلا خلافاتٍ شخصية أو انكساراتٍ مادية، بل مع لجنة يكون هدفها رياضيًا بحتًا.
أما متى تعذّر ذلك، فلا يبقى سواء نداء يتيم و"حكيم" علّنا نربح النادي الذي نخسره: دمّروا الحكمة. اقتلوه. اصلبوه إذا استطعتم علّه يقوم. أليس هذا ما نؤمن به جميعنا في ساعات الشدّة وما يؤمن به تحديدًا الأب أبو غزاله؟
رامي قط