بالصور: قاموع الهرمل وهمج الحضارة... أين وزارة السياحة؟

20:442016/08/06
A
|
A
|

لبنان الآن - الهرمل

ما ان تشارف على الوصول الى مدينة الهرمل، يطل عليك قاموعها شامخاً مستقبلاً... أهلاً وسهلاً بكم في مدينة الهرمل! ذلك المعلم الأثري الروماني الكبير، يتربع شاهقاً وحيداً على تلة قاحلة، تكاد تكون خالية من العمران، وتشرف على نهر العاصي، فما ان يطل الزائر من بعيد، حتى يقابله القاموع مبشراً بوصوله الى مشارف النهر في اقصى شمال قضاء بعلبك الهرمل.


كجميع الزائرين، ينجذب احدنا الى الإقتراب من ذلك العملاق، لينظر.. ليكتشف.. ليرى ما صنعت ايدي الرومان منذ زمنٍ بعيد. ما ان نقترب اكثر يشتد شعورنا بالفضولية الى اكتشاف ذلك المخروطي من الداخل، كلاهما، الفضول وحب الإكتشاف يدفعاننا للإسراع الى الوصول قبل ان نقترب وتحل الكارثة.

نعم، الكارثة! انه التعبير الوحيد الذي يلائم هول المنظر الذي ستراه عند اقترابك من قاموع الهرمل. لقد حوّل رعاع الحضارة ذلك المعلم الأثري الى مسودة او "دفتر خرطوش" ليكتبوا عليه ما اعجبهم من عبارات. ولكثافة الكتابات التي تراكمت فوق بعضها، بالكاد تصبح قادراً على رؤية الحجر بلونه الأصلي، بعدما تلون بالأسود وبعض الألوان الأخرى لكثرة الجُمل والتعابير التى كتبت عليه فوق بعضها البعض. لقد حوّل الشعب اللبناني قاموع الهرمل الى حائط لكتابة تعابير حبهم واسمائهم عليه، ضاربين بعرض الحائط اهمية هذا الصرح السياحية وعمره التاريخي الذي يعود الى مئات السنوات.

ان تلك التصرفات اللا مسؤولة ان كانت تدل على شيئ، فهي تدل على عقول فارغة من العلم وبعيدة كل البعد عن الحضارة. كما انها تدل ايضاً على دولة خالية من القانون بعيدةً كل البعد عن الرقابة والمحاسبة، فلو وجد من يحاسب، لما تراكمت كل تلك العبارات ولا تجرأ الرعاع على تحويل القاموع الأثري الى قاموعٍ مشوه خالٍ من اي قيمة.

ماذا لو كان القاموع في اي دولة اجنبية يحترم شعبها آثارهم وتصونها دولتهم؟ ماذا لو كان في دولة تسودها الأنظمة والرقي الشعبي؟ حينها سنجد اللبنانيين اول الزاحفين اليه لإلتقاط الصور وزيارته، حتى لو لم يكن بالمجان كما هي الحال في القاموع. لماذا نحترم برج ايفل في باريس ونشوه آثارنا في الهرمل؟ لماذا نلتقط الصور قرب برج بايزا في ايطاليا، وندمر برجنا في الهرمل؟ لماذا نلجأ دوماً الى تخريب آثار لبنان ونسعى الى مسحه عن الخارطة السياحية مع العلم اننا في طليعة الشعوب الباحثة عن الإستمتاع وحب الرفاهية الغير متوفرة في بلدنا؟

على الدولة اللبنانية ان تتحرك اليوم في اقصى سرعة لحماية هذا الصرح الأثري والعمل على تنظيفه لإعادته الى منظره الأصلي، كما يجب تنظيم الزيارات اليه وحراسته من المعتدين.

ان المسؤولية اليوم لا تقع على عاتق الدولة فحسب، بل على عاتقك كمواطن مسؤول، فإن لم تحكمك القوانين، فأحكم نفسك بأخلاقك، فمنظر القاموع اليوم لا يدل على مواطنٍ واعٍ مرَّ من هناك، بل تدل على طيش همجٍ لا تحكمهم اخلاقهم، بل تتحكم بهم غرائز تكاد تشبه تلك الحيوانية الخالية من الوعي والمنطق. اننا نضع الصور ادناه في متناول الرأي العام ونعتبرها بمثابة إخبار لوزارة السياحة اللبنانية، ولكم حرية التعليق.

خاص - لبنان الآن










على مدار الساعة

الأبرز هذا الأسبوع

على مدار الساعة

الأبرز هذا الأسبوع

اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني