THU, 13-3-2025

ميمونة قضَت على يد زوجها هل تشجّع الأحكامُ القضائية على القتل؟

06:492016/08/11
A
|
A
|

جريمة جديدة تضاف إلى سجلّ النساء المقتولات على يد أزواجهنّ. ففي بلد لا يُعاقبُ مَن يَقتل زوجتَه سوى بخمس سنواتِ سجن (بحسب ما حُكِم على زوج منال العاصي)، يتشجّع كلّ وحش على نقلِ زوجته فوراً إلى الآخرة، ومباشرةً بعد ضلوعها بأيّ تصرّف أو تفوّهِها بأيّ كلمة لا تعجبه.
يوم الثلاثاء 9 آب أقدمَ محمد الطحش مواليد عام 1992 من بلدة قرقف – عكار، على قتلِ زوجته ميمونة أحمد أبو العائلة مواليد 1996 فنيدق عكّار، في منزلهما الزوجي في بلدة القليعات – كسروان.

الجريمة

قصدت «الجمهورية» حيّ الشحّارة في القليعات حيث مسرح الجريمة، وعلمت أنّ الجاني غدرَ الضحيّة بحديدة غرزَها في عنقِها إثر شجار وقعَ بينهما. وُجدت ميمونة مضرّجةً بدمائها والحديدةُ في رقبتها، وبجانبها نرجيلة مكسّرة نالت منها ما يكفي من الضربات على يد زوجها الحنون. وقد تمكّنَت الأجهزة الأمنية من توقيفه في منطقة التل – طرابلس، إثر عملية تعقّب وملاحقة، وأودِع على إثرها القضاء المختص.

لم يكن الزوجان يقطنان بمفردهما، بل مع شقيقها، في شقة صغيرة مستأجَرة تقع في الطابق السفلي من بناء غير منجَز بعد، يتمّ تأجير عدد من شققه الصغيرة لسوريين ولبنانيين.

وأفاد سكّان الحي أنّ الزوج والزوجة وشقيقَها انتقلوا إلى هذا البناء منذ 25 يوماً تقريباً، وحصلت الجريمة حوالى الساعة 12 ظهراً، بينما كان شقيقها غائباً عن المنزل. وبعد عملته الشنيعة، وبكلّ برودة أعصاب، غادر الجاني شقّته بشكل طبيعي وذهبَ لمزاولة عمله بشكل روتيني مثل أيّ يوم عادي، حتّى إنّه تحدّث مع أصحاب الملك حيث يستأجر وكأنّ شيئاً لم يَحدث.

لم يَشعر الجيران بأيّ حركة غير عادية في هذا اليوم، كما لم يَسمعوا صوتَ شِجار الثنائي يَعلو في أيّ يوم من الأيام. يُذكر أنّ محمد الطحش يَعمل مع زوجته وأخيها الساكن معهما في أحد مطاعم الرومية. وقد اكتشفَ شقيقها الجريمة لدى عودته من العمل.

«أقتلكِ ولا أطلقكِ»

لم يمضِ على زواج أحمد وميمونة أكثر من بضعة أشهر. ونَقلت مصادر مطّلعة لـ»الجمهورية» عن شقيق الضحية أنّهما لم يكونا على اتّفاق منذ تزوَّجا، وأنّها طلبَت منه الطلاق مرّات عديدة، إلّا أنّه كان يجيبها بـ: «أقتلكِ ولا أطلّقكِ». هو على شكل «قبّوط» كما وصَفه من يعرفونه، في إشارةٍ إلى أنّه قصير ونحيل، ولكنّه أخفى وراء صِغر قامته وحشاً لم يكن يمازحها، وما لبثَ أن نفّذ تهديداته بدم بارد، فقتلها.

المطالبة بأقصى العقوبات

شُيّعت الضحية في بلدتها فنيدق، وسط غضبِ عائلتها واستنكارها للجريمة، وطالب المشيّعون السلطات المعنية بتنفيذ أقصى العقوبات بحقّ القاتل.
من جهته، دانَ رئيس بلدية قرقف (مسقط رأس الزوج) الشيخ يحيى الرفاعي هذه الجريمة وشجَبها أشدّ الشجب والاستنكار، وأكّد في حديث لـ»الجمهورية» أنّ «هذه جريمة بحقّ الإنسانية، وهي منافية لعاداتنا وتقاليدنا».

وشدّ على «يد القوى الأمنية والأجهزة القضائية لمعاقبة المجرم وإنزال أشدّ العقوبات به حتّى يكون عبرةً لكلّ شخص تسوّله نفسُه القتل». وفي حين توجّه بالتعازي إلى أهل الفقيدة، أكّد أن «لا علاقة لنا بأحمد الطحش لا من قريب ولا من بعيد».

هل سيتمّ تمييع القضية؟

مشهد قتلِ الزوج لزوجته ليس غريباً عن لبنان الذي يشهد قتلَ 7 إلى 10 نساء كلّ عام على يد أزواجهنّ، أمّا الغريب فهو تمييع القضايا وتساهُل القضاء والأجهزة الأمنية مع القتَلة، إلى حدّ يشجّع كلّ رَجل على قتلِ زوجته. فعلى سبيل المثال، لم يُلقَ القبض على زوج الضحية رولا يعقوب حتّى الآن، كما أخليَ سبيل زوج رقيّة منذر وهو ينعَم كزوج يعقوب برفقةِ أولاده بعد أن حرَمهم أمَّهم.

خفّض القضاء التهمة على قاتل لطيفة قصير الذي سيمضي سنوات قليلة في السجن، بينما حكمت القاضية هيلانة اسكندر بالسجن 5 سنوات مع احتساب مدة التوقيف على محمد النحيلي، لتعنيفه زوجتَه منال العاصي حتّى الموت.

وعلماً أنّ السنة السجنية 9 أشهر بدلاً من 12، وأنّ مدّة توقيف النحيلي قبلَ صدور الحكم بلغَت سنتين ونصف السنة، فهو سيكون طليقاً بعد أقلّ مِن سنة ونصف! وتجدر الإشارة إلى أنّه على رغم توقيع 157 جمعية على عريضة مطلبية للضغط باتّجاه تمييز هذا الحكم، لم تتحرّك النيابتان العامّتان الاستئنافية والتمييزية حتّى الآن لتمييزه، في حين تنتهي المهلة التي يمنَحها القضاء اللبناني لاستئناف الحكم يوم الإثنين المقبل.

وتعليقاً على طريقة محاسبة الرجال قاتلي زوجاتهم في لبنان، يشدّد رئيس بلدية قرقف الشيخ يحيى الرفاعي في حديثه لـ«الجمهورية» على أهمّية أن «يعود تطبيق عقوبة الإعدام على هذه الجرائم المنفّذة عن سابق تصوّر وتصميم». ويضيف: «عندما تتهاون الأجهزة القضائية وتخفّف من معاقبة المجرم، يتجرّأ على ارتكاب جرائمه بشكل أوسع وأشمل».

وفي حين طلب «بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق زوج ميمونة، إذا ثبتَ أنّه هو من قتلها، خصوصاً أنّ الدلائل كلّها تشير إلى ذلك»، أكّد: «سنقف في وجه كلّ إنسان يحاول تمييعَ هذه القضية أو التخفيفَ مِن هول الجريمة».

 

سابين الحاج-جريدة الجمهورية


Mostaqel
على مدار الساعة
على مدار الساعة
mostaqel
mostaqel
mostaqel
5amsat
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني