احمد قبلان:للتوافق على صفقة سياسية شاملة والا فالمسؤولية تقع على الجميع

أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “المبدأ الأساس في الإسلام أن تكون الحكومة مشروع ضمانة للحقوق، وليست مصدر تهديد لها، وليس لأي حاكم ولا لأي مشروع سياسي الحق في مصادرة الناس، كما لا يصح له أن يتملكهم كما هي حالنا اليوم”.
وخلال خطبة الجمعة اشار قبلان الى “أننا في بلد الثقة المعدومة، والفساد المطلق، والتلوث السياسي الذي تعاظمت عدواه، فكاد أن يتحوّل إلى ثقافة عامة لا تستوي السياسة إلا به، ولا يكون سياسيا بارعا وماهرا إلا من أتقن فن النفاق والتحايل على الوطن في مصيره، وعلى المواطن في كيفية حرمانه من لقمة عيشه، وتحويله متسوّلا على أبواب أصحاب النفوذ والاستئثار، ومصفّقا في كل المناسبات والمحطات، دون أن يدري علامَ يصفق وإلى أي شعار يهتف”، لافتا الى ان “لبنان يتهاوى يوما بعد يوم، وتتعاظم على ناسه وأبنائه الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والمالية، حيث البطالة والفوضى والهدر والتسيّب وشلل الإدارات وتعطيل المؤسسات، وعجز هذه الحكومة عن اتخاذ القرارات وعدم قدرتها على تسيير شؤون البلاد والعباد ولو بحدها الأدنى، وكل هذا يدلّل على أن الأمل إلى انحسار، طالما بقيت الأنا السياسية والطائفية والمذهبية تتحكّم بمفاصل النهج الوطني، وتحول دون المبادرات الانقاذية التي لا نزال نعوّل عليها”.
ودعا قبلان “بقوة إلى تثمير الحوار وإخراجه من دائرة الجدليات والثرثرات الفارغة، وبذل كافة الجهود لطيّ صفحة التشنجات والخلافات والانقسامات، لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي ترخي بسوداويتها على المنطقة وشعوبها، وتنذر بكوارث جرّاء ما نشهده من إرهاب وقتل وتدمير وهدر للطاقات ونهب للثروات وتفكيك للدول من اليمن إلى ليبيا إلى البحرين إلى العراق إلى سوريا”، مشددا على “اننا ضد استمرار هذه اللعبة السياسية التي أوصلتنا إلى الفراغ في السلطة والتعطيل في المؤسسات”، مطالبا أقطاب الحوار بـ”التوافق على صفقة سياسية شاملة، تبدأ بقانون انتخابي عادل وانتخابات نيابية تؤمّن صحة التمثيل، وانتخاب رئيس للجمهورية يجسّد الشراكة الوطنية الفعلية، وإلا فإن مسؤولية ضياع لبنان ستكون في أعناق الجميع”.