SUN, 16-3-2025

اشتعلت بين كبارة و«القوات»

06:422016/09/08
A
|
A
|

غسان ريفي ـ السفير

لم تكن العلاقة بين النائب محمد كبارة وحزب «القوات اللبنانية»، رئيساً ونواباً وقيادات، يوماً، على ما يرام. حتى في عز «سنوات العسل» التي عاشها «تيار المستقبل» الذي ينتمي كبارة الى كتلته النيابية، مع «القوات». كان «أبو العبد» يتمايز عن كل موقف إيجابي يتخذه «المستقبل» باتجاه «الحليف القواتي».
ترجم كبارة هذا التمايز في أكثر من محطة، أبرزها عدم التصويت في مجلس النواب في العام 2005 على العفو عن سمير جعجع في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ورفضه الشديد للافراج عنه بهذه الطريقة. ومن ثم إعلانه عدم انتخاب جعجع لرئاسة الجمهورية في الجلسة الأولى التي عقدت لهذه الغاية، وتأكيده في تصريح له وقتها أنه «من غير الممكن أن ينتخب قاتل رئيس حكومة سني من طرابلس»، فضلاً عن انتقاد كبارة لكثير من المواقف السياسية لحزب «القوات»، وإعلانه الوقوف الى جانب عائلة كرامي في خصومتها معه، وحرصه على إصدار البيانات سنويا في ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي في الأول من حزيران.
هذا الواقع أدى الى وجود «عين حمراء» دائمة بين كبارة ونواب القوات سواء في مجلس النواب أو في اللقاءات العامة حيث غالباً ما يتحاشى كل من الطرفين تبادل أطراف الحديث أو حتى إلقاء التحية.
وجاء رد كبارة على بيان جعجع المتعلق بتفجيرَي مسجدَي التقوى والسلام بمثابة «الشعرة التي قصمت ظهر البعير»، علماً أن كبارة شكر جعجع على عاطفته، لكنه طلب منه التدخل لدى «حليفه وزير الخارجية جبران باسيل للطلب من الرئيس بشار الأسد تسليم الضابطين المتورطين في التفجيرين»، لافتا انتباهه إلى أن طرد السفير السوري، وإعادة السفير اللبناني من سوريا، وتقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي، كل ذلك يقع على عاتق حليفه وزير الخارجية. كما اعتبر أن «تعميم المسؤولية يدخل في إطار الاستثمار السياسي الرخيص».
وأدت مسارعة نائب «القوات» فادي كرم إلى الرد على كبارة بشكل عنيف، إلى مواجهة كلامية من العيار الثقيل بين الرجلين اللذين خاضا سجالاً من خلال البيانات والبيانات المضادة، ما لبث أن انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بين أنصار كبّارة وبين أنصار «القوات».
وفي الوقت الذي اتهم فيه أنصار «القوات اللبنانية» كبارة بأنه من بقايا نظام الأسد الذي كان عميلاً له، وأنه لا يزال يحمل الضغائن في نفسه على القوى السيادية، سارع أنصار كبارة الى تذكير «القوات» بالعمالة لإسرائيل وبقيام سمير جعجع باغتيال رئيس الحكومة الشهيد رشيد كرامي، وبحاجز البربارة الذي قتل أبناء طرابلس على الهوية على مدار سنوات الحرب اللبنانية، وبالجرائم الأخرى التي ارتكبت بحق المسيحيين والمسلمين، واصفين النائب فادي كرم بـ «غلام القوات».
كل ذلك أدى الى تكوين جو عام مشحون في طرابلس ضد «القوات اللبنانية» التي يشير بعض المطلعين الى أن قيام نائبها فادي كرم بفتح باب الهجوم على كبارة بهذا الشكل العنيف لم يكن موفقاً، حيث ضرب من حيث لا يدري كل محاولات «القوات» السابقة لاستمالة الشارع الطرابلسي. ولفتوا الانتباه إلى أن الحساسية الطرابلسية ضد «القوات» لا تزال قائمة بالرغم من مرور 27 عاماً على اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، وبالرغم من مرور ربع قرن على إزالة حاجز البربارة. وهي قد تتراجع حيناً، لكنها تحضر بقوة عند أي خطأ ترتكبه «القوات» بحق أي شخصية طرابلسية، فكيف بنائبها منذ العام 1992 محمد كبارة.
وتستغرب مصادر سياسية خطوة النائب كرم، متسائلة هل كان هجومه بالتنسيق مع قيادته المركزية، أم أنه بادر بصفة شخصية للدفاع عن رئيس حزبه، مشيرة إلى أنه في الحالتين، فإن ما حصل كان «دعسة ناقصة» سيكون لها تأثيرات سلبية على «القوات» وعلى كل من يدور في فلكها في طرابلس.


Mostaqel
على مدار الساعة
على مدار الساعة
mostaqel
mostaqel
mostaqel
5amsat
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني