فيسك: لم يكن شيمون بيريز صانع سلام.. لن أنسى مشهد الدم المسفوك والأجساد المحروقة في قانا

17:082016/09/29
A
|
A
|

تعليقاً على وفاة الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز، كتب المراسل الاشهر في الشرق الاوسط روبرت فيسك منتقداً تسمية بيريز برجل السلام

ويضيف فيسك أن بيريز، الذي ترشح لانتخابات رئاسة الوزراء، المنصب الذي ورثه بعد اغتيال سلفه إسحق رابين، قرر زيادة مصداقيته قبل يوم واحد من الاقتراع، من خلال الهجوم على لبنان

ويشير فيسك إلى أن بيريز، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، استخدم ذريعة إطلاق قذائف الكاتيوشا عبر الحدود اللبنانية إلى إسرائيل لتبرير هجومه، وهذه القذائف هي التي أطلقها حزب الله انتقاما لقتل طفل لبناني عبر قنبلة مفخخة ظن حزب الله أن دورية إسرائيلية تركتها، وبعد أيام تعرضت القوات الإسرائيلية داخل لبنان لهجوم قريبا من قانا، فردت بالهجوم عليها، وتم قصف مقبرة كان حزب الله يستخدمها، أما البقية القذائف فقد استهدفت مخيماً كان يقيم فيه مئات المدنيين تابع للقوات الفيجية التابعة للأمم المتحدة، وأعلن بيريز قائلا: (لم نكن نعرف بوجود مئات الأشخاص داخل المخيم، وكانت مفاجأة مريرة)”.

هذا كذب… قال فيسك، لقد اخبرت الامم المتحدة اسرائيل مراراَ ان المخيم مكدس باللاجئين

فقد احتل الإسرائيليون قانا لعده سنوات، بعد الاجتياح في عام 1982، وكانت لديهم فيديو مصور عن المكان الذي حلقوا فوقه في يوم مذبحة 1996، وهي حقيقة ظلوا ينكرونها حتى قدم لي جندي من قوات الأمم المتحدة، شريط فيديو يُظهر صور للطائرات التي نشرنا إطارات لها في (إندبندنت)، وأخبرت الأمم المتحدة الإسرائيليين مرارا أن المخيم مزدحم باللاجئين

تلك كانت مساهمة بيريز للسلام في لبنان، وقد خسر الانتخابات، وربما لم يفكر أبدا بقانا، أما أنا فلم أنساها” قال فيسك

ويتابع الكاتب قائلا: “عندما وصلت إلى بوابات الأمم المتحدة كان الدم يسيل منها بغزارة، وكان باستطاعتي شم رائحته، وأصاب أحذيتنا ولصق بها كالغراء، وكانت هناك أرجل وأذرع، وأطفال دون رؤوس، وآخرون دون أجساد، وكان هناك جسد رجل انقسم لقطعتين علقتا على شجرة محترقة، وما تبقى منه كان على النار”.
ويواصل فيسك قائلا: “على عتبات المخيم جلست فتاة صغيرة، ممسكة برجل أشيب الشعر، وكانت يداها محيطتين بجسده الميت، تهدهده يمنة ويسرة، وكانت عيناه تحدقان بها، وكانت تشهق وتبكي، وتصرخ مرة تلو الأخرى (أبي أبي)

ويلفت الكاتب إلى أن تحقيقا قامت به الأمم المتحدة، ذكرت فيه بطريقة مهذبة أنها تشك في أن تكون المذبحة حادثا غير مقصود، مشيرا إلى أن تقرير الأمم المتحدة اتهم بعداء السامية، ونشرت لاحقا صحيفة إسرائيلية مقابلة مع جندي إسرائيلي من جنود المدفعية التي أطلقت القذائف على قانا، فأشار الضابط الإسرائيلي إلى سكان القرية واصفا إياهم بأنهم عصابة من العرب “أرابوشيم”، وقال: “موت مجموعة من العرب، لا مشكلة في ذلك”، وقال إن رئيس هيئة الأركان لم يكن مهتما، فقال: “لم أكن أعرف أي قواعد للعبة، سواء للجيش أو للمدنيين”

ويبين فيسك أن بيريز أطلق على عملية غزو لبنان “عناقيد الغضب”، على اسم رواية الأمريكي جون شتاينبك، مستدركا بأنها جاءت بالتأكيد من سفر التثنية، الذي يدعو إلى الانتقام.

ويؤكد الكاتب أن “بيريز تغير في السنوات الأخيرة، وزعموا أن أرييل شارون، الذي راقب جنوده مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982، التي ارتكبها حلفاؤهم المسيحيون، كان رجل سلام عندما مات، وعلى الأقل فإنه لم يحصل على جائزة نوبل للسلام”.

وينوه فيسك إلى أن بيريز أصبح لاحقا يدعم “حل الدولتين”، رغم أن المستوطنات اليهودية نمت بشكل كبير على أراضي الفلسطينيين، التي دعمها سابقا.

يجب علينا الآن أن نطلق عليه رجل السلام، وكم مرة ستُذكر فيها كلمة (سلام) في كلمات نعيه، وكم مرة ستظهر كلمة قانا”.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني