علي داود – الجمهورية
يعود عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد الى لبنان في غضون يومين، موفداً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لترتيب البيت الفتحاوي ومتابعة الوضع في المخيمات التي احتفلت بذكرى النكبة الـ69، بعيداً من الحدود الجنوبية اللبنانية للمرة الأولى، نظراً لحساسية الوضع جنوباً في ظل ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان.أعربت القيادات والفاعليات الفلسطينية الوطنية والإسلامية في اتصال مع «الجمهورية» عن استيائها من «عدم اتخاذ وكالة «الأونروا» قراراً بتعطيل الدراسة في مدارسها في مخيم عين الحلوة لمناسبة ذكرى النكبة، ليشارك الموظفون الفلسطينيون وطلّاب تلك المدارس بالنشاطات التي أُقيمت للمناسبة من مسيرات ومعارض وندوات، تعبيراً عن العودة الى فلسطين».
وأشاروا الى أنّ «الأونروا برّرت موقفها بأنها تقف على الحياد في هكذا مناسبات، وهو تبرير مؤسف ويهدف الى القضاء على حق العودة، وطمس القضية الفلسطينية».
وقد عمّت المسيرات والاحتفالات مختلف المخيمات الفلسطينية في الجنوب ولبنان، لكن هذه السنة لم تشهد الحدود الجنوبية المقابلة لفلسطين المحتلة زيارات لوفود فلسطينية شبابية وكشفية.
وعن قرار منع إقامة فاعليات على الحدود، أوضح رئيس التيار الإصلاحي لحركة «فتح» في لبنان العميد محمود عيسى «اللينو»، لـ «الجمهورية» أنّ «ذلك يعود لتقديرات الموقف لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية، وملخّصه الحفاظ على أمن المشاركين في ظل ظروف دقيقة وتهديدات اسرائيلية متزايدة على الحدود».
بدوره، قال الناطق الرسمي باسم التيار الإصلاحي في «فتح» العميد إحسان الجمل لـ «الجمهورية» إنّ «انقطاع زيارة أيّ فصيل فلسطيني للحدود مع فلسطين هذه السنة يعود لدقة المرحلة الحرِجة وتعاظم التهديدات الإسرائيلية، وحفاظاً على الفلسطينيين أنفسهم»، مضيفاً: «نحن ننسّق مع «حزب الله» خلال التوجّه الى الجنوب الذي يقيم احتفالاً في الشبريحا، دعا إليه كلّ الفصائل الفلسطينية، وستلقى فيه كلمة لمنظمة التحرير الفلسطينية وأخرى لقوى التحالف وثالثة للحزب ورابعة للجان حق العودة».
هذا الأمر أكده أيضاً مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الأمن الوطني الفلسطيني عصام الحلبي، مشيراً الى أنّ «الاحتفالات اقتصرت على المخيمات من خلال أنشطة ومعارض وندوات، وذلك لحساسية الوضع في لبنان والمنطقة العربية التي تشهد احتراباً في دول الطوق القريب من فلسطين».
الى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ الأحمد سيصل الى لبنان في غضون يومين لترتيب البيت الفتحاوي ولقاء مسؤولين أمنيين لبنانيين، والإطّلاع على مجريات الأوضاع في المخيمات، لا سيما عين الحلوة بعد عودة جماعة بلال بدر للظهور، ما يعني النكوث بالاتفاق الذي عُقد.
وفي السياق، أكد «اللينو» لـ «الجمهورية» أن «لا شيء يطمئن في «عين الحلوة» وبقية المخيمات»، لافتاً إلى «عدم الاستفادة من الإجماع الذي حصل لتوقيف واعتقال المطلوبين والمُدانين بعمليات القتل والاعتداء على القوة المشترَكة، والجميع مدرك أننا نتعرّض لاستهداف ولم نعمل على تحصين جبهتنا الداخلية، لذلك يبقى الخوفُ ملازماً لنا على وضع المخيمات وقضية اللاجئين بمجملها».