طرابلس ضحيّة الاهمال والنكايات السياسية

04:192017/08/14

دموع الأسمر – الديار

 

حالة غضب وسخط شعبي في طرابلس والشمال جراء اللامبالاة والاهمال المتمادي لشبكة المواصلات في طرابلس ومداخل المدينة لا سيما المدخل الجنوبي عند جسر البالما الذي بات يعرف بجسر الموت الذي يحصد اسبوعيا ارواح المواطنين العابرين نتيجة الخلل في تنظيم الاوتوستراد من جهة،ولغياب التأهيل منذ سنوات حتى بات مصيدة للمواطنين.
هذه القضية باتت اهم من اي حراك سياسي، بل بات مطلبا شعبيا ومادة استنكار تكشف سوء الاداء السياسي والنيابي في مدينة طرابلس حتى باتت الكثير من الهيئات الاجتماعية والمؤسسات المدنية تلقي باللائمة على نواب المدينة الذين اهملوا قضايا الناس والبنى التحتية فيها ولم يستطيعوا منذ سنوات والى اليوم من تشكيل قوة ضاغطة على الوزارات المعنية وخاصة وزارة الاشغال العامة لتأهيل المدخل الجنوبي ووضع مخطط لشبكة مواصلات حديثة تتوفر فيها شروط السلامة العامة.
في اقل من شهر شهد جسر البالما اكثر من اربعة حوادث بعضها مأساوي للغاية آخرها حادثة صباح امس الاحد قضت فيه سيدة واصيب زوجها وولديهما بجروح خطرة اثر اصطدام السيارة بالفاصل الحديدي للجسر ادى الى مقتل السيدة (عروبة قلاوون) وجرح زوجها هاني سنكري بحالة خطرة مع ولديه.
لم تعد حوادث السير عند هذا المدخل مسألة عادية او روتينية كأي حادث يحصل على اي طريق بل باتت قضية مفصلية بكل ما في الكلمة من معنى تتحمل مسؤوليتها اكثر من جهة سياسية او وزارية معنية لان القضية تتصل بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق قيادات المدينة من جهة، وعلى الوزارة المعنية من جهة ثانية.
اكثر من هيئة مدنية رأت ان هذه الحوادث تكشف حجم الاهمال في مدينة طرابلس الى درجة انها تعري نواب المدينة وقياداتها امام معاناة طرابلس والطرابلسيين والحرمان اللاحق بالمدينة ،ولا تخفي هذه الجمعيات غضبها من التمادي في الاستهتار بحقوق طرابلس وغياب مشاريع النهوض والانماء في مرافقها الحيوية لا سيما الاهمال الفاضح في شبكة المواصلات بدءا من مداخل المدينة التي تحولت الى «خنادق» وحفريات منذ اشهر ومرورا بشوارعها الداخلية المحفرة والمصابة برداءة الترميم التي حولت فتحات المجاري في منتصف الطرقات الى افخاخ للسيارات وكل ذلك دون ان يتحرك نائب في المدينة رافعا صوتا وضاغطا ورافضا لسوء التنفيذ، وصولا الى احياء المدينة سواء في الاسواق الداخلية اوباب التبانة اوفي القبة وابي سمراء والميناء وكأن طرابلس العاصمة اللبنانية الثانية تتحول الى قرية مهملة في المجهول.
يقول احد المرجعيات الطرابلسية ان مشاهد الاهمال في طرابلس مزمنة للغاية ومنذ زمن بعيد، وان السلطة الرسمية دأبت على تجاهل حاجات المدينة،ويوم اقرت حكومة الرئيس ميقاتي الـ150مليار لانماء المدينة جاء من يضع العصي في الدواليب وكأن المطلوب ان تبقى طرابلس تحت رحمة الحاجة وجاءت الحكومة الحالية لتمعن في الاهمال مما يثير التساؤلات عما اذا كان هناك من يريد الانتقام من طرابلس التي اكدت تقديرها بمعظم شرائحها لتيار العزم – تيار الرئيس ميقاتي حيث قدم هذا التيار ولا يزال من خلال مؤسسات العزم خدمات انمائية واجتماعية تسد ثغرات لا توليها الحكومة الراهنة الاهمية اللازمة.
وهناك من يسأل: هل تدفع طرابلس ثمن سياسة مرجعياتها التي احتلت المرتبة الاولى بين التيارات والقيادات السياسية وفي الطليعة الرئيس ميقاتي؟
ثم سؤال آخر: ألم يلفت نواب طرابلس نظرهم سوء ورداءة مداخل طرابلس والبوليفار وغيرها من الشوارع الداخلية؟
وهل زار هؤلاء مناطق لبنانية تنعم بالاوتوسترادات والجسور وطرقات نموذجية
ولمسوا مدى الجدية والفارق بين طرقات تلك المناطق وطرقات طرابلس والشمال؟؟
يجيب احدهم: لعل هناك من يتابع ويضغط هاجسه المرافق العامة،اما في طرابلس فهواجسهم كثيرة الا مصالح الناس العامة التي لا ينتبهون لاجلها الا عند اقتراب الموسم الانتخابي وحتى في هذا الموسم لا تغدق الا الوعود وتبقى الحال على مآسيها ويبقى جسر البالما يحصد الارواح وتتحطم امال الناس بتحطم السيارات في الحوادث القاتلة… القضية برسم نواب المدينة وبعيدا عن دردشات السياسيين التي باتت مجرد دردشات للتسلية وجعجعة دون طحين…

على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني