طهران ـ محمد بلوط
شكلت زيارة الرئيس نبيه بري الى طهران بمناسبة اداء الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني القسم لولاية جديدة محطة بارزة في تأكيد العلاقة الوطيدة بين البلدين، ليس على مستوى التعاون الثنائي فحسب، بل ايضاً على صعيد محاربة الارهاب في المنطقة ومواجهة مشاريع التفتيت ونصرة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وكالعادة حلّ الرئيس بري ضيفاً مميزاً، وحظي بتكريم كبير لدى القيادة الايرانية عكسه كلام الرئيس روحاني خلال استقباله صباح امس في القصر الرئاسي في طهران، منوها بحنكته ودوره في لبنان والمنطقة وفي توطيد العلاقات الايرانية – اللبنانية.
وعبّر روحاني عن تقديره العالي للانتصارات التي حققها لبنان على العدو الاسرائيلي في تموز 2006 وعلى الارهاب في جرود عرسال بشعبه وجيشه ومقاومته والتي جعلت لبنان يحتل موقعا كبيراً في المنطقة ويحسب له الف حساب.
وخلال اللقاء المطول الذي جمع بري مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف جرى الحديث بالتفصيل حول التطورات في المنطقة وعلى الصعيد الدولي، وتطابقت الاراء حول وجوب التنبه لما يحاك للمنطقة من مشاريع تقسيمية.
ولمس الرئيس بري ثقة طهران في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها، ومحاولات الادارة الاميركية برئاسة ترامب الانقلاب على الاتفاق النووي التي سترتد، اذا ما تمادى فيها، على الولايات المتحدة.
اللقاء مع روحاني
هنأ الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني لبنان بالإنتصار على الإرهاب في جرود عرسال. وقال خلال استقباله صباح أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في القصر الرئاسي في طهران ان هذه الإنتصارات التي يحققها لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته أكان على الكيان الصهيوني أو على الإرهاب، جعلته في مكانة كبيرة، ويحسب له ألف حساب في المنطقة.
وبدوره هنأ الرئيس بري الرئيس روحاني بأدائه القسم لولاية جديدة، مشيداً بهذه التظاهرة الدولية التي شهدتها طهران أمس (أول أمس) والتي برهنت أن ايران غير محاصرة أو معزولة.
وتوقف أمام انتصارات شهر تموز أكان في العام 2006 في حرب تموز على العدو الإسرائيلي أو في العام 2017 على الإرهاب، مؤكداً على الوحدة الوطنية اللبنانية والمقاومة والجيش اللبناني في صنع الإنتصارات أكان على اسرائيل أو على الإرهاب.
وقال «في العام 1978 احتلت اسرائيل جزءاً من الجنوب وصدر القرار 425 الذي تقدمت به أصلاً الولايات المتحدة الأميركية وانتظرنا 4 سنوات ولم تنسحب اسرائيل بل وصل شارون الى بيروت وقصفها ودمرها، فكان خيار المقاومة الذي أنشأه الإمام موسى الصدر».
وإذ أكد على أهمية الإنتصار على الإرهاب في جرود عرسال، قال ان هذا الإنتصار وحّد اللبنانيين أكثر. وتطرق الى الوضع في المنطقة معرباً مرة أخرى عن قلقه مما يحاك للعراق وسوريا في اطار تقسيم المقسم.
وأشاد بانتصار انتفاضة الشعب الفلسطيني في المسجد الأقصى والقدس، مشدداً على الوحدة الفلسطينية.. وقال «عندما نسينا فلسطين أنسانا الله أنفسنا».
وفي اللقاء شكر الرئيس روحاني للرئيس بري زيارته التي تجسد عمق علاقة المودة بين الشعبين الايراني واللبناني وقال «اننا نعلق أهمية كبيرة لدوركم في تعزيز وتقدم لبنان واستقراره، وفي توطيد العلاقات الإيرانية – اللبنانية، وهذا أمر مهم جداً لنا».
وأضاف «ان للشعب اللبناني مكانة مرموقة لدى الشعب الإيراني وهذه المحبة والعلاقة جسّدها الإمام الصدر بين البلدين».
وهنأ لبنان للإنتصار على الإرهاب في جرود عرسال الذي يتزامن مع تاريخ الإنتصار على الكيان الصهيوني في حرب تموز 2006، وقال: «اننا مسرورون جداً للإنتصارات التي يحققها لبنان لشعبه وجيشه ومقاومته، ولقد أصبح له مكانة كبيرة في المنطقة، ويحسب له ألف حساب».
وأعرب عن تقديره للوضع في لبنان وعلى صعيد مسار عمل المؤسسات الدستورية، وقال للرئيس بري «لا شك أننا نعلق أهمية كبيرة على دوركم باعتباركم شخصية مرموقة وموضع احترام وتقدير تجاه استقرار وتقدم لبنان، وكذلك تطوير علاقات التعاون بين ايران ولبنان».
وأكد الرئيس روحاني وقوف ايران الى جانب الشعب اللبناني في مقاومته ضد الإرهاب والعدو الإسرائيلي وقال ان الوقائع برهنت ان ليس أمام الشعب اللبناني الا خيار المقاومة لمواجهة هذه الخطرين.
لقاء الوزير ظريف
والتقى بري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وعرض معه للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة على مدى أكثر من ساعة.
ووجه ظريف التهنئة للشعب والجيش والمقاومة في لبنان للإنتصار على الإرهاب، قائلاً «ان الشعب اللبناني يعطي دائماً دروساً في المقاومة، وانه يمكن بالمقاومة أن ننتصر دائماً على أعدائنا».
ورد الرئيس بري مهنئاً ايضاً الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة أداء الرئيس روحاني القسم، ومشيداً بدعمها الدائم للمقاومة في لبنان وفلسطين.
وبعد الظهر استقبل الرئيس بري في مقر اقامته رئيس معهد العلاقات الدولية الإيرانية الدكتور كمال خرازي، ودار الحديث حول التطورات في المنطقة.
