السعودية «فرملت تصعيدها»… وحربها اقتصادية وديبلوماسية

08:102017/12/09
A
|
A
|

ابتسام شديد – الديار

 

لم تصدر اشارات سياسية من المملكة العربية السعودية مؤخراً توحي بانها غير موافقة على التسوية السياسية، فالمواقف المعلنة وحتى المسربة من الرياض تحصل على نطاق ضيق منذ ازمة الاستقالة، فهل دخلت الرياض مرحلة التريث لبنانياً وتلبست الحالة السياسية ذاتها التي اعتمدها لبنان عندما فقد الاتصال برئيس حكومته في المملكة قبل شهر من اليوم؟ متى تخرج من التريث الذي تمارسه وما هي ردات فعلها على فشل مشروعها في لبنان؟ تساؤلات كثيرة تحوم في اجواء العلاقة اللبنانية السعودية بدون ان تتحدد معالمه والى اين ستصل، فالرياض التي دخلت على الحياة السياسة مؤخراً بصخب سياسي وصل الى حدود التهديد لرئيس الحكومة اكثر المقربين منها في لبنان تمارس حالياً التهدئة ولا تصدر ضوضاء سياسية او اي تعليقات حيال المسائل اللبنانية، بحسب اوساط مطلعة على الملف السعودي، فالسعودية تحاول الإيحاء بانها تمارس سياسة النأي بالنفس عن الملف اللبناني، وعليه فان القرار الحكومي بعد اجتماع مجلس الوزراء لم تعلق عليه السعودية بعدما سحبت كل المتحدثين باسمها لبنانياً ووضعتهم في التصرف الى حين تراخي ادعمة المظلة الاقليمية التي تحمي لبنان فعندها تصبح العودة الى السياسة حتمية وفي المستوى المقبول.

أضافت الصحيفة: تحاول الرياض الايحاء بأنها تنأى بنفسها عن الملف اللبناني لكن ما يجري على الساحة اللبنانية لا يعجب المملكة بالمؤكد وما تريده الرياض من لبنان ابعد من حدود صمتها اليوم وفق الاوساط، لكن انتظار هدوء العاصفة تحتمه الظروف التي اوجدته بعد تعاملها مع رئيس حكومة لبنان واحرقت اوراقها مع ابرز حلفائها على الساحة السنية وآل الحريري، وقد اصابها رئيس الحكومة في الصميم وهو يثبت مصالحته مع العهد بالتسوية المتطورة للنأي بالنفس، وعندما اعطى “شرعية” معينة لسلاح حزب الله عندما قال الحريري في تصريحه لـ “باري ماتش” ان حزب الله لم يستعمل سلاحه في الداخل. وبالاساس فان السعودية تحصي الاضرار عليها التي استجلبتها في عاصفة اجبار الحريري على الاستقالة، فهي مستاءة من عودته عن الاستقالة ومن حملات «صقور” الحريري ومستشاريه والمستقبليين وتمردهم عليها، وهي التزمت الخط الاقليمي الاحمر بعدم التجاوز وعدم اللعب في الملعب اللبناني في الوقت الراهن.

واذا كانت السعودية “فرملت تصعيدها” على لبنان في الوقت الراهن لكن حربها سوف تركز على جوانب اخرى، فتصريحات وزير الخارجية عادل الجبير استهدفت القطاع المصرفي، والضغوطات السعودية على حزب الله لن تتوقف بمختلف الطرق والوسائل، الحرب الديبلوماسية بين لبنان والمملكة تحصل “على الناعم” في الكواليس الديبلوماسية، فلم تحدد وزارة الخارجية موعداً للسفير السعودي وليد اليعقوبي لتقديم اوراق اعتماده فيما لم توافق الرياض بعد على اعتماد فواز كباره المعين من مجلس الوزراء سفيراً لديها.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني