مخزومي: لا معنى للنجاح إن لم يقترن بمساعدة الآخرين

11:002018/04/20
A
|
A
|

 

تحدث رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي خلال مقابلة عبر إذاعة ”صوت بيروت ولبنان الواحد” ضمن برنامج “أسرار النجاح” مع الإعلامي مصطفى الشعار عن حياته العائلية ومسيرته المهنية. فلفت إلى أنه ولد في منطقة المزرعة، معرباً عن فخره بتاريخ عائلته. وأشار إلى المناصب الرفيعة التي تبوأها أسلافه، فجدّه مصطفى مخزومي كان قائمقام في عهد السلطنة العثمانية، وأخاه محمد باشا شغل منصب مدير عام الأوقاف في عهد السلطنة العثمانية أيضاً وهو مؤلف كتاب “خاطرات جمال الدين الأفغاني”. كما أن عمه عمر شغل منصب مدير عام قوى الأمن الداخلي. وتحدث عن عمه فؤاد الذي استشهد خلال تظاهرة خرجت من المقاصد ضد الانتداب الفرنسي في العام 1943 وشكلت حينها شرارة الاستقلال. ولفت إلى أنه حُمِّل منذ صغره إرثاً كبيراً هو إرث عمه الشهيد فؤاد الذي سُمّي على اسمه.
وتحدث عن علاقته بوالدته الحاجة عائشة زيدان التي فعلت المستحيل من أجل تعليم أولادها، خصوصاً قبل بدئه المرحلة الجامعية والسفر لدراسة الهندسة الكيميائية في أميركا حيث كان يدرس ويعمل في الوقت نفسه لحوالى 18 ساعة خلال اليوم. ولفت إلى أن الظروف التي رافقت رحلته الدراسية كان دونها صعاب كثيرة لكنه كان يضع نصب عينيه فخر والديه به وهذا ما جعله يتغلب على كل الصعاب التي واجهته. وأشار إلى أن القناعة والتواضع هما من أهم عوامل النجاح في الحياة، لكن هذا النجاح لن يكون له معنى إن لم يقترن بمساعدة الآخرين.
وقال مخزومي إن أصعب المواقف التي مر بها في حياته وهزت كيانه كانت وفاة نجله رامي التي جعلته يغيّر طريقة تفكيره في كثير من أمور الحياة. وشكلت صدمة إيجابية حوّلها وزوجته السيدة مي إلى دافع انطلقا منه إلى مساعدة الآخرين. وتحدث عن علاقته بزوجته التي بدأت عام 1970، لافتاً إلى علاقة الحب التي نشـأت بينهما وتُوّجت بالزواج عام 1976. وأشار إلى دعمها الدائم له مما ساهم في النجاح الذي حققاه معاً.
وفي معرض الحديث عن أحفاده، لفت إلى أنهم يثقون به ويأخذون رأيه في الكثير من الأمور ولا يحتاجون إلى إخفاء أي شيء عنه. وأضاف: في الصيف وخصوصاً في حال كانت جدتهم مي خارج لبنان أو في أحد المؤتمرات، أقضي معهم أوقات ممتعة. وأكد أن لا أحد يمكنه أن يحلّ مكان الأب لكنني أحاول أن أكسب ثقتهم.
وعن روتينه اليومي، قال: أستيقظ الساعة السادسة صباحاً وأجلس مع أولاد رامي رحمه الله قبل ذهابهم إلى المدرسة عند السابعة لسؤالهم عن دروسهم وامتحاناتهم، ومن ثم أقوم بممارسة رياضتي اليومية وأطالع بعض الأخبار والتقارير السياسية وغير السياسية مثل تقارير الشركات الخاصة بنا. وتابع: تبدأ اجتماعاتي حوالى الساعة التاسعة والنصف فأنا أتعاطى مع الجميع، من سفراء ورجال أعمال ومواطنين، وطبعاً سياسيين سواء كنا نتفق معهم أم لا فهم أطراف أساسية في البلد. وبعد الظهر، أعود إلى المنزل للغداء والجلوس مع عائلتي لبعض الوقت. وبالنسبة للسهرات، فغالباً ما يكون لدينا حفلات أو مناسبات، لكن أيام الآحاد أخصصها للأحفاد. وأختم نهاري دائماً بالقراءة إذ يهمني متابعة التقارير والتحليلات صباحاً ومساء. وتابع: نهار الأحد، اصطحب زوجتي أحياناً لمشاهدة الأفلام السنيمائية، وأفضل تلك التي تتناول الحياة اليومية لأنني بطبيعتي لا أحب الدراما. وطبعاً أقوم بزيارة الجيل الأول من خالات وعمات وهذا أمر أتمسك به كثيراً وأتمنى على الجيل الجديد في بيروت أن يسترجعه من خلال إعادة إحياء الروابط الأسرية. فاللحمة والألفة تأتي دائماً في صلب عاداتنا وتقاليدنا.
وتحدث مخزومي عن الشائعات التي يتم تداولها حول إقفال معمله في عكار فقال: قررت في العام 1994 توفير تقنيات عالمية واستخدامها في مصنع يتم إنشاؤه في منطقة تحتاج إلى الإنماء فوقع اختياري على عكار لكونها منطقة محرومة وتفتقد سبل التطوير والإستثمار، كما أنها كانت منطقة اقتصادية مهمة للقيام بأعمالنا لأنها قريبة من طرابلس والكورة وهذا يسهل جذب اليد العاملة. وتابع: صناعتنا كانت تحتاج إلى أراض كبرى قريبة من الحدود من أجل التصدير وكان المصنع يعود بالنفع على حوالى 1000 مستفيد، لكن مثل هذه المشاريع لم تكن مقبولة حينها من المسؤولين الذين كانوا يفضلون توظيف عشرات الملايين من الدولارات لشراء سندات خزينة ذات مردود عالٍ بدلاً من الاستثمار في مشروع ما. وأردف: لأنني عارضت هذا التوجه، تمت محاربة مصنعنا ولم نستطع أن نأخذ المشاريع إلا بعد حرق أسعارنا، وهنا تدخلت السياسة لتتحكم بالاقتصاد رغم أنه لم يكن لدي مطامع هناك بل ذهبت إلى تلك المنطقة من أجل تنميتها فقط. ولفت إلى أن الدولة لم تؤمن الكهرباء والمياه للمصنع منذ إنشائه حتى إقفاله. وتابع مخزومي: في العام 2005 عندما رفضت أن أكون طرفاً مع قوى “8 و14 آذار” وابتعدت عن الإصطفاف السياسي، كان هنالك تعليمات بمنع توقيع أو إرساء أي عقد أو الشراء من مصانع “أنابيب المستقبل” التي أمتلكها. وشهد المصنع في عكار محاولات لحرقه وسرقة محتوياته، فتواصلنا مع مدير عام الأمن الداخلي آنذاك اللواء أشرف ريفي لكن أحداً لم يهتم بمعالجة المشكلة حتى وصل الأمر إلى تهديد مدير المصنع لأن حوالى الـ90 في المئة من عماله من المسلمين. وأضاف: في العام 2005 أصبحنا نصدّر كامل إنتاجنا إلى الخليج بكلفة شحن عالية من أجل البقاء على عمل المصنع، لكن تدهور أوضاع الأسواق الخليجية عام 2008 بسبب الأزمة العالمية أدى إلى تراكم خسائر المصنع الذي بات لا يأخذ أي مشروع ولا يبيع منتجاته. وبالتالي، اجتمعنا مع العمال وشرحنا لهم الوضع الذي كان قائماً من الناحية القانونية وأعطيناهم جميع حقوقهم لكن البعض رفعوا دعاوى بذريعة الصرف التعسفي كمحاولة لتسييس الموضوع، لكن جميع تلك الدعاوى سقطت. وختم الحديث عن مصنع عكار بالقول: أوقفنا الإنتاج في المصنع لأننا لم نستطع أن نستمر وأن نسوّق منتجاتنا، لكن عندما يبدأ العمل في قطاع النفط والغاز سنعود حتماً للعمل في الشمال.
وفي معرض الحديث عن مصطلح “المستقبل” الذي أطلقه مخزومي على شركاته، قال إنه يمتلك هذا الاسم منذ العام 1982 عندما سجل في أوروبا ومن ثم في لبنان عام 1987 شركة “إدارة المستقبل”، و”صناعة المستقبل” و”مجموعة المستقبل”، و”أمن المستقبل” و”أنابيب المستقبل”. ولفت إلى أنه في العام 1991 أسس أيضاً “فيوتشر فيجن” إذ كان عازماً على افتتاح تلفزيون حينها، لكن الرئيس الشهيد رفيق الحريري أطلق قناة “المستقبل” وسجل الشركة باسم “فيوتشر فيجن” لكننا كنا قد سجلنا ذلك الإسم قبله. وأضاف: المنصب يلعب دوراً مهماً في هذه الأمور من باب المَوْنة لكن الإسم كان لنا أصلاً. وتابع: الرئيس رفيق الحريري علّم ووفر فرص عمل للشباب لكن منذ رحيله حتى اليوم، قليلون جداً من وفّروا الوظائف في بيروت وخارجها.
ورداً على سؤال حول الهدف من إنشاء مؤسسة مخزومي، قال: في العام 1996 عندما عدت إلى لبنان كنا من أولى الشركات الممكننة في العالم وكان هدفنا إدخال تقنية المكننة إلى عقول الشباب. ولفت إلى أن المؤسسة قامت بتدريب حوالى 160 ألف لبناني ضمن برنامج التدريب المهني، وأعطت أكثر من 600 ألف شهادة مصدقة من وزارَتَي التربية والعمل ومعظم الحائزين على هذه الشهادات موظفون في شركات مرموقة. وتابع: نحن نؤمن بتمكين المواطن اللبناني وخصوصا المرأة. عمل الخير يجب أن يكون بعيداً عن الإعلام بين الشخص وربه وهو واجب علينا كمسلمين. وتوجه لمن يسأل مشككاً ماذا فعل مخزومي للمواطنين بالقول: بدل أن تسألوني ماذا فعلت في لبنان، أسألوا أنفسكم ماذا فعلتم أنتم للبنان. وأضاف: للمؤسسة مراكز في المناطق اللبنانية كافة ونحن نقدم خدماتنا للجميع دون أي تفرقة.
وعن التحالفات الانتخابية، أكد أنه لن يتحالف مع أي من القوى السياسية وأن التحالف سيكون بيروتياً بامتياز في لائحة تضم 10 مرشحين هم أشخاص ناجحون لا ينتمون لأي جهة سياسية ولم يستفيدوا من أي مواقع في الدولة. وقال إن المرشح الشيعي على لائحته هو يوسف محمد بيضون. وأشار إلى أن الإحباط الذي يشعر به أهالي بيروت هو نتيجة التسوية السياسية التي أنتجتها الأحزاب. وختم مخزومي متوجهاً لشباب وشابات لبنان بالقول: لبنان حرزان أن نبقى فيه وهو يستحق ذلك، صوتوا لمن تريدون وعبِّروا عن حقكم في ذلك، فنحن أمام فرصة حقيقية للتغيير.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني