حوار الأبجدية: رهانٌ على الإنسان في هذا الوطن

10:062018/04/27
A
|
A
|

 

فؤاد مخزومي

تشغل الأبجدية مساحة كبيرة وعزيزة في قلوبنا لأسباب كثيرة. أّولاً لأننا لبنانيون، وقد زهّر الحرف في أرضنا وغزى العالم من شواطئنا. هل هنالك من يحب الكلمة والحرف والأبجدية أكثر من أهل الحوار؟ هذا سلاحنا الذي نرفعه بكل اعتزاز، سلاح للبناء، للإبداع، للتكامل، وليبقى اسم لبنان مرتبط بالثقافة ومتفاعل مع مختلف الحضارات.
شبابنا وشاباتنا المبدعون الذين يقدمون لنا ضمانة للاستمرار في هذا الاتجاه، شاركوا في مباراة تقدم اليوم 15 جائزة من أصل 125 وقد تم إختيارهم من بين 94 ألف مرشح من مختلف الفئات العمرية بين 6 سنوات و22 سنة، ومن مختلف المناطق والعائلات اللبنانية.

لكن الفوز لا يقتصر على الجوائز. المشتركون جميعهم فائزون ونحن أيضاً. هم وضعوا نصب أعينهم هدفاً راقياً ونبيلاً ووظّفوا خيالهم وإحساسهم وريشتهم ليبادلوا بلدهم التحية ويشرفوا تاريخهم العريق وهم يطلون على مستقبلهم.
هذا جيل جديد لا يشن حروباً بشعة كتلك التي عايشناها وتجاوزناها. جيل يطمئننا على مستقبل بلدنا إذا ما أكملنا مسيرة الإنماء والتطوير. جيل يربح مستقبله ويربحنا راحة بالنا على مصير أولادنا وبلادنا.

هذا كان الرهان عندما سمعنا فكرة برنار بريدي وتبنيناها فوراً وتحمسنا للمشروع. رهان على الإنسان في هذا الوطن.

هناك من شوه صورتنا، فليعيد هذا الجيل الطموح والموهوب الصورة لأصلها، ويردّ الروح الجميلة والسمعة الطيبة لاسم لبنان.

ولن نقف هنا.

لبنان حاضر في العالم وليس فقط في نشرات الأخبار وتقارير الخلافات والتلوث والهدر والفساد. لبنان حاضر في الذوق والضمير.

كما وظفت أجيالنا طاقاتها الفنيّة لخدمة هذه الرسالة، علينا أن نوظّف علاقاتنا ومعارفنا واتصالاتنا وتأثيرنا على صناع القرار، لكي يصدّر لبنان صورته الحضارية إلى الخارج بعد أن صدّر الأبجدية وأفاد البشرية.

لهذا السبب إتصالاتنا ناشطة مع دول زرناها مثل فرنسا وإيطاليا، ومع دول اهتمت بالفكرة من خلال سفاراتها في لبنان متل إسبانيا وبريطانيا ومصر والمغرب واليونان.

هذا المعرض الجميل لن ينتهي هنا. هذا المعرض هو بداية طريق وسيتبعه تنظيم معارض دولية ودائمة في لبنان.
الأبجدية أبحرت من بلدنا إلى أبعد مدى… وليس مستغرباً أن يرد “حوار الأبجدية” لنا الصدى. تنتظرنا الكثير من المواعيد بعد هذا الموعد… وأناس يقصدوننا من بعيد، يعترفون بدورنا منذ أن تمدّن الإنسان، وهم مدركون ومتأكدون أن دور لبنان في كتاب الحضارة لن ينتهي.

كلمة المهندس فؤاد مخزومي خلال افتتاح معرض “حوار الأبجدية” في 20 نيسان 2018


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني