استنساخ "ميركافا 4" الصهيونية لتدميرها في صيدا

10:182014/05/24
A
|
A
|







محمد دهشة -ابتكر أعضاء "الحزب الديمقراطي الشعبي" في لبنان طريقة غير تقليدية لإحياء الذكرى الـ 14 لعيد المقاومة والتحرير الذي يصادف يوم غد الاحد في 25 ايار الجاري، وتظهير هزيمة العدو الإسرائيلي، اذ لم يمضوا وقتاً طويلاً في البحث عنها فوجدوها سريعاً في إبراز هزيمة فخر الصناعة العسكرية دبابة الميركافا 4 التي طالما تباهت بها المؤسسة العسكرية الصهيونية كرمز لانتصارات الكيان الغاصب وكعلامة مسجلة لعدوانيته ضد العرب.على مدى الأشهر الثلاثة المنصرمة، انهمك أكثر من 25 عضوا من الحزب الديمقراطي الشعبي من عمال وحرفيين حدادين ونجارين وطلاب وفتيات وقياديين وبذلوا 261 ساعة عمل في صنع مجسم لآخر طراز من دبابة الميركافا الجيل الرابع.كان قرارهم واضحا نريد أن نحول جبروت آلة القتل تلك الى مهزلة يسخر منها الشعب اللبناني كبيرهم قبل صغيرهم، لذلك علينا أن نتقن صناعة نموذج منها، فانقسموا الى فرق فنية وأخرى لوجستية وثالثة دعائية، محولين باحة مقر الحزب في صيدا الى "مصنع حربي" تتزاحم فيه القضبان الحديدية وألواح الخشب مع آلات اللحام والجلخ والمناشير ورشاشات الدهان والحواسيب المحمولة.أنجز الفريق الخرائط التصميمية للدبابة مستعيناً بالوثائق ولاحق الرفاق أدق التفاصيل واستنسخوا عنها طبعة طبق الأصل حملت ذات المقاسات والتفاصيل كما في نسختها الأصلية المصنعة في تل أبيب، صنع الحدادون جسماً حديدياً وألبسه النجارون ثوباً خشبياً مستعينين بـ 3800 برغيّ، كما بنوا برجاً متحركاً وركّبوا فوقه مدفعاً.وحولت الحملة الدعائية لاحتفال صيدا بذكرى انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان وهزيمتها على أيدي المقاومين في أيار العام 2000، الميركافا الى حيوان الأرنب المشهور بجبنه ومسارعته للهروب من أي مواجهة، وهذا ما ظهر جلياً في اللافتات والملصقات الدعائية، فهي تشبه تماماً الدبابة الأصلية من حيث الحجم والتفاصيل واللون (متحركة)، اذ يبلغ طولها مع المدفع: 985 سنتم، وعرضها: 350 سنتم أما ارتفاعها فيبلغ: 265 سنتم، وزن الدبابة الأصلية الذي يبلغ 65 طناً هو الشيء الوحيد الذي لم يرغبوا بتقليده حيث بلغ وزن دبابتهم المستنسخة فقط 1.5 طن.وقد أشرف على الاستنساخ أعضاء من قيادة الحزب الذين أرادوا من خلال هذا العمل الضخم تجسيد حقيقة تاريخية تقول بسقوط أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فها هو قد قُهر وصارت دبابته ألعوبة تحت نعال مقاومينا الأبطال، وهذا ما يفرض علينا استناداً الى قناعاتنا السياسية والأيديولوجية بأن تظل مظاهر هزيمة العدو الصهيوني ماثلة في الأذهان نتناقلها جيلاً بعد جيل.ويقول الناشط في الحزب علي حشيشو، ليس سراً أن الدبابة المستنسخة صُنعت بأيدي مقاومين اشتركوا في مهاجمة الميركافا نفسها بالآر بي جي والعبوات الناسفة أيام الاحتلال على امتداد الجنوب من صيدا حتى مشارف المستعمرات الصهيونية على الحدود مع فلسطين المحتلة، وهناك أيضا متطوعون من الجيل الأصغر شاركوا في صناعة المجسم وتسابقوا في ما بينهم بروح ثورية على انجاز المهمات المطلوبة"، موضحا انه أثناء العمل بصناعة الدبابة كنا نشعر بسعادة لا توصف، كنا متشوقون لا لانجاز الدبابة بل لتدميرها بعد انجازها، انتقاماً من هذا العدو الذي ارتكب المجازر بحق أهلنا في لبنان وفلسطين.ويؤكد اننا سنجول بها في شوارع صيدا مسافة 4 كيلومترات وهي تجرجر خلفها علمي أميركا واسرائيل وسيتقدمها حمار، كما أننا سنتوقف بها عند الأماكن التي شهدت عمليات بطولية نفذها أبطال المقاومة الوطنية والاسلامية، وستصدح مكبرات الصوت بالأغاني الوطنية والثورية.وان ما ينتظر مجسم الدبابة أعظم، اذ أن "جولة الهزيمة" هذه ستنتهي عند ساحة الشهداء حيث يقيم الحزب احتفالاً بعيد المقاومة والتحرير، تحت لافتة غير مسبوقة ستزين المكان وعليها تتجاور أعلام كل القوى التي انخرطت في مقاومة الاحتلال، على اختلاف تلك القوى من وطنية واسلامية وقومية وشيوعية، تتخلله مشهدية فنية اذ حيث سيلعب رفاق ورفيقات وأطفال من الحزب دور أبطال انتفاضة شعبية ومسلحة بوجه الدبابة وطاقمها على وقع نص حماسي كتبه ويلقيه الشاعر علي العبداللـه وسط مؤثرات صوتية، وباشراف المخرج المختص أحمد خزام، لينتهي المشهد بتدمير الدبابة ايذاناً ببزوغ فجر التحرير واعلان هزيمة المحتل الاسرائيلي.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني