الخازن لـ «الأنباء»: سوريا لم يعد لها نفوذ في لبنان و على اللبنانيين تحويل الاستحقاق الرئاسي إلى مناسبة للمصالحة

01:172014/06/14
A
|
A
|







رد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب د.فريد الخازن أسباب تعثر الانتخابات الرئاسية، الى عاملين أساسيين وهما: وجود توازنات سياسية وطائفية ومذهبية لم تكن موجودة خلال المراحل السابقة، أكان خلال المرحلة السورية أي ما قبل العام 2005 حيث كان اسم الرئيس اللبناني يأتي معلبا من دمشق ويتم انتخابه في لبنان، أم في العام 2008 حيث كان للمبادرة القطرية دور أساسي وطليعي في إنتاج سلة من التفاهمات واخراج الاستحقاق الرئاسي من أزمته، ووجود شرخ مذهبي عميق وخطير في لبنان والمنطقة، يرخي بظلاله على الاستحقاق الرئاسي ويساهم في العرقلة وتأخير الحلول.بمعنى آخر يعتبر النائب الخازن ان الحياة السياسية في لبنان عادت لتسلك مسارها الطبيعي بسبب غياب الاهتمامات الخارجية المباشرة بالوضع اللبناني، وهو أمر صحي وسليم لابد من استيفائه الوقت اللازم ليوصل الى تفاهمات بين الفرقاء اللبنانيين.ولفت الخازن في حديث لـ «الأنباء» الى ان الانتخابات الرئاسية في لبنان وفي ظل التوازن السياسي والمذهبي الراهن، ليست مجرد ورقة يسقطها النائب في صندوق الاقتراع، إنما هي كناية عن عملية سياسية من شأنها ان تكون مناسبة لتوسيع حلقة التفاهمات أو المصالحات بين اللبنانيين، وهو ما جسده الحوار القائم بين العماد عون والرئيس الحريري، والذي سيكون له ارتدادات إيجابية كبيرة على كامل الوضع اللبناني حال نجاحه ووصوله الى خواتيمه المرجوة، معتبرا بالتالي ان اللبنانيين مدعوون لتحويل الاستحقاق الرئاسي الى مناسبة للمصالحة فيما بينهم، خصوصا ان لبنان لم يعد ساحة حرب كما كان عليه سابقا، ولم يعد بالتالي موجودا على سلم أولويات دول القرار، بدليل ان الولايات المتحدة غير معنية بالشأن السوري فكيف الأمر بالنسبة لعنايتها بالشأن اللبناني، اضافة الى ان الدولتين الإقليميتين المعنيتين مباشرة بالوضع اللبناني، تقضي استراتيجيتهما بأن تعطي إيران الأولوية لمفاوضاتها مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، وبأن تعطي السعودية الأولوية للملفات الضاغطة على المنطقة العربية بدءا من اليمن مرورا بالبحرين وصولا الى سورية والعراق.وعليه يعتبر النائب الخازن ان اللبنانيين أمام مرحلة انتقالية يستعيدون فيها الحياة السياسية الطبيعية، وستنتهي حكما بانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرا بالتالي الى ان تعثر الانتخابات الرئاسية مخاض لابد منه، خصوصا ان الحوار بين الزعيمين العماد عون والرئيس الحريري لم ينته بعد كي تتبلور على أساسه الصورة النهائية لهذه المرحلة الجديدة من تاريخ لبنان.على صعيد آخر وعن قراءته لدعم الرئيس السوري بشار الأسد ترشيح العماد عون لرئاسة لجمهورية، لفت النائب الخازن الى ان كلام الأسد أعطاه المصطادون بالماء العكر أبعادا غير واقعية وحجما أكبر مما هو عليه، مؤكدا ان كلام الرئيس الأسد أعطاه المصطادون بالماء العكر أبعادا غير واقعية وحجما أكبر مما هو عليه، مؤكدا ان كلام الرئيس الأسد لصحيفة «الأخبار» المحلية، أتى في سياق المقارنة الطبيعية بين الماضي والحاضر حيث خاصم العماد عون عن سورية بشرف خلال وجودها في لبنان، وتفاهم معها بشرف خلال وجودها في لبنان، وتفاهم معها بشرف بعد خروجها من الأراضي اللبنانية، خصوصا ان العماد عون كان واضحا في كلامه أثناء توليه رئاسة الحكومة الانتقالية بأن لبنان سيقيم أفضل العلاقات مع سورية بعد انسحابها منه، ما يعني ان العماد عون كان ومازال أكثر السياسيين انسجاما مع قناعاته، ويتكلم لغة سياسية واحدة في كل المراحل والحقبات، سيما انه لا يملك خطابين متناقضين، انما خطابا واحدا يقرأه على حلفائه بمثل ما يقرأه على خصومه.وردا على سؤال حول إمكانية انعكاس كلام الأسد سلبا على الحوار بين الحريري وعون، لفت الخازن الى ان سورية لم يعد لها نفوذ في لبنان، ولا أحد بالتالي يستطيع ان يمنع لا الأسد ولا غيره من المسؤولين السوريين ان يعطوا رأيهم بهذا وذلك من المسؤولين اللبنانيين، مشيرا الى انه ليس من المنطقي ان يشكل كلام الأسد صدمة لدى الرئيس الحريري لأنه لا أسرار في سلوك العماد عون السياسي، خصوصا انه واضح في تفاهمه مع حزب الله المتميز بتحالفه العميق مع سورية، بدليل ان عون قرر زيارة سورية قبل سنوات من الانتخابات الرئاسية الحالية، وذلك في إطار التأكيد على كلامه بضرورة إقامة أفضل العلاقات معها بعد خروج جيشها من لبنان.وعن خلفية إطلاق العماد عون لثلاثية «عون - الحريري - نصرالله» في الحكم، أكد الخازن ان هذه الثلاثية هي «معادلة الأقوياء» التي تحفظ البلد وتؤسس لقيام لبنان القوي، والتي لا تعني إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد تغييب أي مذهب من المذاهب اللبنانية أو استبعاده عن الخريطة السياسية في لبنان، معتبرا بالتالي ان معادلة الجمع بين الأقوياء من الشيعة والسنة والمسيحيين، هي أبعد ما تكون عن صورة «الترويكا» التي عرفها لبنان أثناء المرحلة السورية، خصوصا ان المتحدثين بعفة يدركون جيدا انهم كانوا من أركان الترويكا سابقا، وان العماد عون كان الغائب الأبرز عنها وأكبر المناهضين لها.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني