العلاقة بين حزب الله و«الاخوان» تستعيد حرارتها

02:312017/09/15
A
|
A
|

علي ضاوي – الديار

يؤكد مطلعون على ملف العلاقة بين ايران و«حركة الاخوان المسلمين» في مصر وفلسطين وسوريا ومع الدول الراعية لهم كقطر وتركيا، انها تستعيد زخمها السابق للازمة السورية قبل ستة اعوام ونصف. فالانقسام الحاد الذي ضرب صفوف الاوساط الاسلامية اي حركات «الاخوان المسلمين» وحزب الله و«الثورة الاسلامية» في ايران وبعض التنظيمات العراقية التابعة للمرجعيات الشيعية وايران وهي تجتمع تحت راية مقاومة المشروع الاميركي- الصهيوني في المنطقة وتقاوم الاحتلال الصهيوني، تمحور حول مصير نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتدخل ايران وحزب الله والفصائل العراقية الى جانب النظام السوري. فبعض حركات «الاخوان المسلمين» و«حماس» وتركيا وقطر اعتبرت وفق هؤلاء المطلعين ان ايران ومن معها من الفصائل الشيعية يتدخلون لحماية النظام العلوي في سوريا وهنا كانت نقطة الخلاف بعدما تم تحويل الازمة السورية الى ملف مذهبي وتم نبش الاحداث التي جرت في حماه بين «حركة الاخوان المسلمين» وتمردها الدموي ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد في الثمانينات.
وتقول اوساط اسلامية مقربة من حزب الله وايران ان العلاقة اليوم بين ايران وقطر ايجابية وجيدة وان قنوات التواصل مفتوحة على اعلى المستويات وهي تتطور بشكل مطرد وتستعيد دفئها بعد الحصار القاسي الذي تفرضه السعودية ومصر والامارات على قطر اذا تسد الدوحة حاجاتها الاقتصادية والتجارية والاستهلاكية من ايران وعبرها كما بدأت مواقف القيادة القطرية تتغير من النظام السوري كما عادت قنوات التواصل بين الدوحة ودمشق عبر القنوات الامنية وهي قنوات لم تنقطع خلف الاضواء منذ العام 2011 وحتى اليوم.
ومع تواصل الحصار المصري على غزة «وحماس» ومع تشديد العدو الصهيوني حصاره البري والبحري والجوي على غزة، تحاول «حركة حماس» وحكومتها فك هذا الحصار واستعادة المساعدات الايرانية المالية والغذائية التي كانت تصل الى غزة، وفي هذا الاطار، تؤكد الاوساط ان الدعم الايراني لم ينقطع لـ«كتائب القسام» وهو دعم عسكري ومالي ولوجستي لمقاومة العدو، كما ان العلاقة السياسية بين ايران و«حماس» لم تنقطع لكنها اصيبت بالفتور بعد الازمة السورية وتورط حماس في معارك عسكرية وفي تدريب عناصر معارضة واستخدام تكتيكات وتجهيزات ايرانية كانت تستعملها ضد العدو في فلسطين ولتحولها الى الاستعمال ضد حزب الله والجيش السوري في سوريا.
وتشير الاوساط الى ان التغييرات في بنية «حماس» القيادية والمجيء باسماعيل هنية مكان خالد مشعل حرك العلاقة مع محور المقاومة لكن مع تسجيل عتب شديد بعد القبول من قبل «حماس» بدولة على اساس العام 1967 ما يضرب حق العودة الى اراضي العام 1948 ورغم كل ذلك ما زال مطلوبا من حماس خطوات عملية تؤكد قيامها بمراجعة شاملة للمرحلة الماضية وخصوصا في الصراع بين مشروع المقاومة في المنطقة ومشروع السعودية واميركا واسرائيل.
وتلمح الاوساط الى ان احدى الخطوات العملية التي ستثبت وجود تغير في وثيقة «حماس» السياسية الجديدة هي نقل مراكزها وقياداتها من قطر الى دمشق اي العودة الى مرحلة ما قبل الازمة ومع طي صفحة الخلاف السابقة ولكن وفق الاوساط لم يتم تحديد موعد زمني لذلك.
وفي لبنان تؤكد الاوساط ان العلاقة بين «حزب الله» و«حماس» جيدة وان مقرات الحركة لا تزال في عمق الضاحية وان «حماس» تشارك دوريا في «لجنة دعم المقاومة» في فلسطين التي يشغل امانة سرها مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله النائب السابق حسن حب الله، كما تنسق المقاومة مع «حماس» في ملف المقاومة ضد العدو وفي المخيمات وما يجري داخلها حيث تربط الحركة علاقة جيدة بالفصائل الاسلامية والحركة المجاهدة و«عصبة الانصار»، ويذكر ان «حماس» و«العصبة» سلما منذ اشهر الارهابي خالد السيد الى الدولة اللبنانية وهي خطوة ثمنها حزب الله في وقتها.
وتضيف الاوساط ان العلاقة جيدة اليوم بين حزب الله و«الجماعة الاسلامية» في لبنان وان لقاءات تحدث بين فترة واخرى لتبادل وجهات النظر اللبنانية والاسلامية رغم وجود تباين ايضا في الملف السوري.
ما يحصل على الساحة اللبنانية والاسلامية خصوصا وما يقوم به حزب الله لتوحيد الصف الاسلامي- الاسلامي والاسلامي- المسيحي واللبناني- اللبناني تراه الاوساط في صلب تفكير ونهج حزب الله الذي يرى ان العدو الاساسي على الساحة العربية والاسلامية هم التكفيريون والذين يمثلون الاذرع المختلفة الاوجه لاميركا واسرائيل ودول الخليج وعلى رأسها السعودية ورغم كل ذلك وما جرى من مؤمرات ونزاعات يترك حزب الله الباب مفتوحا امام حوار شامل مع السعودية واي حركة اسلامية تؤكد عداءها لاسرائيل وتعلن المقاومة ضدها بكل الاوجه السياسية والثقافية والعسكرية والاقتصادية.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني