المصري وعلوكي خارج السجن بعد ستة اشهر؟

10:042014/05/31
A
|
A
|







زينب زعيتر -هي بوادر تسوية نضجت، سجن وبعده حرية، هكذا ارتسم السيناريو لخطة أمنية طرابلسية قبل اشهر، بدأت تنتج مفاعيلها لتنعكس نهاية لمعاركة مدمية حصدت معها المئات من الارواح من جهة وافراج عن عشرات المطلوبين بينهم قادة محاور ممن تورطوا في الاحداث الامنية من جهة اخرى. بين ليلة وضحاها خرجوا من السجن، بلا ضجة اعلامية كتلك التي رافقت دخولهم، امّا من بقي داخله من أبرز قادة المحاور كزياد علوكي وسعد المصري فمعلومات لـ"البلد" أكدت ابرام صفقة خروجهم من السجن ولكن ليس قبل ستة اشهر.صحت التسويات، وأُبرمت معها عدالة الاتفاقيات على قاعدة ستة وستة مكرر بين باب التبانة وجبل محسن. يُفاجأ اليوم اهالي التبانة والجبل على حد سواء بعودة بعض المطلوبين الى مناطقهم ممن كانوا متوارين عن الانظار أو ممن سلموا انفسهم بعد البدء بتنفيذ الخطة الامنية في الشمال، كما فوجئوا سابقاً بكيفية انجاز التوقيفات بسهولة كما عمليات تسليم الذات التي قام بها ابرز المطلوبين مؤخراً.المصري وعلوكي خارج السجن؟في الشمال اليوم هدوء واستقرار، تخوف ضمني يبديه ابناؤه وإن كانوا يفضلون التكتم عنه، كثيرون يبدون غير راضين عن سلة التوقيفات وعمليات الافراج المقابلة، "ما تغير شي"، وآخرون صدقوا كل ما كان يتردد سابقاً في المجالس السياسية والامنية الخاصة عن ابرام صفقات "هي في مصلحة الجميع". عمار اريش من التبانة ومصطفى رمضان من الجبل، شخصان هما من بين الاسماء الاولى التي تم الافراج عنهما بعد مدة على توقيفهما، يتحدث مصدر متابع من الشمال رفض الكشف عن اسمه عن صلة لهؤلاء بالجيش، "سلما نفسيهما بارادتهما"، فماذا عن التسوية، "أتى ذلك من باب التشجيع، تم الافراج عنهما ليشجعوا الآخرين على تسليم انفسهم فتسهيل خروجهم من ضمن السيناريو السابق، بشرط عدم المشاركة في اي معارك اخرى ان حدثت"، وكان ذلك، فماذا عن البقية؟. يؤكد المصدر بأنّ سعد المصري وزياد علوكي في السجن بالرغم من اللغط الحاصل ضمن الساحة الطرابلسية بانهما خارج السجن ولم يدخلاه اساساً، "هما في السجن ونسبة خروجهما منه باتت مرتفعة، المصري ممكن أن يخرج ولكن ليس قبل ستة اشهر، بينما علوكي وضعه اصعب بقليل بسبب الدعاوى الشخصية المرفوعة ضده على خلفية خطف اشخاص من جبل محسن، ناهيك عن الدعاوى الاساسية، ولكن ذلك لا يعنِي بانّه لن يخرج".واليوم لم يعد الافراج عن المطلوبين الذين تجاوز عددهم العشرين من الجبل والتبانة يشكل صدمة في طرابلس، هؤلاء كانوا من ضمن المجموعات الرئيسية الذين شاركوا في القتال ومن خرج منهم من السجن، انما خرج لعدم تورطه في الاعتداءات الاخيرة التي طاولت الجيش، "هؤلاء لا يزالون يقبعون في السجن، ومن المفترض أن تطول اقامتهم فيه"، وتأتي هذه الاسماء في خانة ابرز المتورطين، طلال عيسى، محمود الحلاق، وخالد الراعي، اما الباقون "فلم يثبت عليهم شيء"، وما بينهما لا يزال كثيرون متوارين عن الانظار ومن بينهم شادي المولوي واخوان من آل المصري واسامة منصور والاخير معروف بتشدده وقرب فكره من تنظيم "القاعدة"، تتحدث معلومات عن انّه اصبح داخل سورية. وكان قد جرى تداول لائحة باسماء المطلوبين ضمت 63 شخصاً من باب التبانة، و41 آخرين من جبل محسن، بينما الاعداد المطلوبة أكبر من ذلك يكثير، يؤكد المصدر.قائد المجموعةلم يكن نجاح الخطة الامنية ليحصل بعيداً عن صيغ التسوية التي تم التوصل اليها، الخضة الاعلامية والميدانية التي ترافق تسليم المطلوبين انفسهم ليست ذاتها التي ترافق خروجهم، قليلون لا يعلمون انّهم باتوا خارج السحن، يتحدث رجل من التبانة عن تفاجئه برؤية عامر اريش داخل محله في البداوي، واريش دخل السجن لمدة شهر وخرج منه بعد أن سلم نفسه للجيش، يتحدث لـ"البلد" عن ظروف التسليم والافراج. "انا سلمت حالي وما دخلني بغيري"، يقول معتبراً انّه بالرغم من انّه كان قائد محور ولديه مجموعته الاّ انّ عمله كان يقتصر على "رفع الضرر عن المنطقة والاهالي الابرياء". يتحدث اريش عن علاقة طيبة مع الجيش، "كنت أنا من يفتح الطرقات عند اقفالها من قبل اهالي التبانة، وقد سلمت عدداً كبيراً من أبناء الجبل للجيش بعد القاء القبض عليهم في التبانة". داهم الجيش منزل اريش عند بداية تنفيذ الخطة الامنية ولكنه توارى عن الانظار، اتصل اثرها بـ"العميد" وقال له بانّه سيسلم نفسه بشرط "محاكمتي بما اقترفت فقط"، باختصار قال له العميد "تعى". السيناريو الآنف يبدو يكون صورة لنموذج عن كيفية تنفيذ التوقيفات مع آخرين من قادة المحاور والمطلوبين. لا تزال محاكمة اريش قائمة وكان قد خرج بموجب سندي كفالة مالية، "أُحاكم لانني كنت قائد محور وعلى خلفية الاتهام باطلاق النار على موكب الوزير السابق فيصل كرامي، وهي تهمة باطلة فانا اتلقى مساعدات طبية من الوزير كرامي لغاية اليوم".يرفض اريش الحديث عن تسوية، "في السجن علمت بموضوع التسوية، وقد يكون ذلك من بين الاسباب التي سرّعت في خروجي ولكنه ليس السبب الرئيس، فانا لم اقترف اي خطأ". اما عن مجموعته التي كانت تتألف من 22 شخصاً، فأربعة منهم في السجن بينما الآخرون خارجه ومنهم من هم متوارون عن الانظار، "لم يسلموا أنفسهم لانهم لا قدرة مادية لديهم لتكليف محامٍ للدفاع عنهم... بيخافوا يفوتوا وما حدا يحكي فيهن".جولادت مدمية من المعارك الطاحنة، يختصرها اريش بانّها كانت "كذبة"، الجميع هناك يعترف بانّه كان "ألعوبة" بيد الكبار، وفي النهاية "ما فينا نلغي العلويين ولا العلويين يلغونا".


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني