وصل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى لندن آتيا من أثينا. وأقامت سفيرة لبنان لدى لندن إنعام عسيران مأدبة عشاء تكريمية على شرفه في دارتها في العاصمة البريطانية، في حضور الوزير السابق فادي عبود وعدد من السفراء العرب والاجانب، وحشد من أبناء الجالية اللبنانية ورجال أعمال لبنانيين والوفد المرافق لباسيل.وألقى باسيل كلمة قال فيها: "أود ان اشكر السفيرة عسيران التي أتاحت لي الفرصة لألتقيكم، وأشكرها على حفاظها على بيت السفارة، وحبذا لو أن كل لبناني يحافظ على ما يقدمه له لبنان. وأشكر كذلك السفير البريطاني في لبنان طوم فلتشر الموجود معنا اليوم، والذي أعتبره الصديق الحقيقي للبنان، وهو يظهر أحيانا قلقه على لبنان واهتمامه به أكثر من بعض اللبنانيين".ولفت الى أنه التقى على هامش الاجتماع العربي-الاوروبي الثالث، وزير الشؤون الخارجية البريطاني، وشرح باسيل كيف أن اللبناني "يمكنه أن يندمج في أي مجتمع في العالم، وأن كل لبناني يشكل قيمة مضافة للبلد المضيف".واعتبر أن "الخسارة ستقع على الشرق في حال هجرة اللبنانيين بسبب موجات التطرف التي تشهدها المنطقة والتي أصبحت تحتل موقعا جديدا لها على حساب التنوع الموجود في منطقتنا، بفضل التنوع اللبناني".ولفت الى أن "حجم التبادل التجاري بين لبنان وبريطانيا تضاعف 14 مرة، إلا أن الميزان التجاري هو لمصلحة بريطانيا. وهذه هي الحال مع كل الدول التي تربطنا بها علاقات تجارية، إلا أن لبنان يصدر اللبنانيين، وهم قيمة مضافة للبلدان المضيفة، كما هم للبنان".وتوجه الى الحاضرين من أبناء الجالية: "أنتم رسل لبنان بانتشاركم في كل الدول".وأوضح أنه لمس خلال مؤتمر الطاقات الاغترابية محبة المغتربين للبنان، مؤكدا أن "المؤتمر هذا سيتبعه مؤتمر آخر في شباط 2015". وشدد على "ضرورة جمع الطاقات الاغترابية في قناة واحدة تخدم لبنان عبر التركيز على ما يجمع المغتربين، لا على ما يفرقهم، لأن لبنان لم يعد ينقصه انقسامات".وأشاد باسيل بنجاحات اللبنانيين في انكلترا في مجالات عدة، لافتا الى أن "لبنان يواجه أزمة كبيرة على أرضه، وهو في واجهة الصراع الجاري في المنطقة".وقال: "إذا سقط لبنان في تكوينه وفرادته ورسالته لا أعرف كيف سيبقى هناك نموذج تعايش في العالم".وأضاف: "هناك في أوروبا من يعمد الى وضع سياسة لمنطقتنا، وفي الوقت نفسه يعتقد أنه بمنأى عن الشرق الاوسط. لكن يا للاسف، لا يدرك هؤلاء مدى سرعة تمدد تداعيات ما يحصل في الشرق الاوسط ولبنان على أوروبا، إلا في وقت متأخر. وربما يكون البعض مدركا لخطر مجموعات المقاتلين الاجانب، لكنه يقدر عددهم بالعشرات أو بالمئات، ولا يعي أن تمدد هذه الظاهرة سريع جدا، كما حصل في العراق بالأمس. وهذه الحركات التي تعتمد على الفكر لا يحتسب خطر انتشارها بعدد الناس أو بحادثة ما. إن الوضع النفسي لهذا الخرق أكبر بكثير، ومواجهته تصبح أصعب".وأمل باسيل "أن نكون كمجتمعات تؤمن بالحرية الفردية وبالاختلاف، معتمدين على الطريقة المناسبة لمعالجة هذا الوضع المستجد في الوقت المناسب والمكان الصحيح، لئلا نصبح عاجزين عن التعبير عن حريتنا".وختم: "للأسف، إن لبنان هو من يدفع عن غيره الثمن، لكن دور الجميع آت".عسيرانوألقت عسيران كلمة نوهت فيها بما يقوم به باسيل منذ توليه مهامه على رأس وزارة الخارجية، "ولا سيما انعقاد المؤتمرين الأخيرين اللذين جمع فيهما الديبلوماسيين اللبنانيين، في الاول، والمغتربين، في الثاني".وأشادت بالأهمية التي يوليها باسيل للمغترب اللبناني.لوفوكان باسيل قد استهل لقاءاته اليوم خلال زيارته الرسمية للندن بلقاء عضو البرلمان البريطاني أندي لوف في قصر وستمنستر، وعرض معه العلاقات بين البلدين. وركز باسيل على مسألة النازحين السوريين في لبنان وكيفية مساعدة بريطانيا له في هذا المجال. |