حين قرّرت جامعة الدول العربيّة العام الماضي، معاقبة «الدنيا»، وشطبها عن قمري «عربسات» و«نايلسات»، انتقلت القناة السوريّة إلى البثّ الأرضي. يومها، لم يكن أحد يتوقّع أنّ ذلك سيحمل إفادة كبيرة للسوريين... لكن مع انطلاقة كأس العالم مساء اليوم، قد تتحوّل «الدنيا» إلى القناة ذات الشعبيّة الأكبر على الأراضي السوريّة، بعد تسرّب أخبار عن نيّتها بثّ مباريات المونديال. هكذا، عادت الهوائيّات التقليديّة، لتظهر على سطوح المنازل.يحتاج المشاهد السوري إلى دفع مبلغ لا يقلّ عن 140 دولاراً، لمشاهدة كأس العالم عبر قنوات «بي إن سبورتس»، وذلك أمر صعب المنال بالنسبة لكثر، خصوصاً أنّ سعر صرف الدولار يبلغ نحو 165 ليرة سورية.خلال الأيّام الماضية، انتشرت شائعات في الشارع السوري، حول نقل «الدنيا» للمباريات، وسط صمت من قبل إدارة القناة. يؤكّد مصدر من داخل المحطّة لـ«السفير»، أنّ القناة ستنقل المباريات كافة مجاناً، من دون التطرق لآلية النقل، أو المحطة التي ستقوم القناة بالنقل عنها. إلا أنّ جميع الإشارات تدل على أنّ «الدنيا» ستنقل المباريات عن شبكة «بي إن سبورتس»، كونها قناة قطرية تعتبرها «الدنيا» معادية، وتعتبر قيامها بنقل المباريات «ضربةً لها». سيتم التعليق على المباريات بصوت معلّق سوري، بعد فلترة صوت معلّق قناة القطرية، حسبما أشار المصدر.وعن التبعات القانونية لنقل المونديال من دون الحصول على موافقة الشبكة الناقلة بشكل حصري، أوضح خبير قانوني أنَّ «قناة «الدنيا» تعيش في الوقت الحالي في ظلّ عقوبات، وأيّ عقوبات جديدة، لن تؤثر عليها». ويشرح أنّه «بعد حجب المحطّة عن الأقمار الصناعية، لم تعد التبعات القانونية مهمة، فالقناة تعتمد على البث الأرضي، وهو ما لا يمكن إيقافه أو التأثير به، في ظلّ دعم الحكومة السورية لخطوة من هذا النوع». وعن الوضع القانوني للحكومة السوريَّة إن خرقت قوانين البثّ الصحري، يشير المصدر إلى أنَّ «قيام جامعة الدول العربية بتجميد عضويّة سوريا، خلّصها من كل الالتزامات والمواثيق الموقّعة، وبالتالي فهي ليست ملزمة بشيء».إذاً، عادت قناة «الدنيا» الأرضية لتنتعش، وتنعش آمال السوريين بمتابعة المباريات مجاناً. وبعد شيوع الخبر، بينهم، راح السوريون يصبّون اهتمامهم في البحث عن «آنتيل» (هوائي)، وهو سلعة مفقودة تقريباً من الأسواق. وفي ظلّ ندرة هذه الأدوات، والإقبال الشديد عليها، ارتفعت تكاليف تركيبها، لتصل في بعض المحافظات السورية (دمشق/ اللاذقية) إلى حدود 15 الف ليرة سورية. ويقول صاحب أحد المتاجر الخاصّة بتركيب الصحون اللاقطة: «كان تأمين بطاقات الاشتراك في قنوات «بي إن سبورتس» شغلنا الشاغل، أما الآن فقد عزف المواطنون عنها وتوجهوا للبحث عن هوائيات لتلقّي البثّ الأرضي». ليقتصر الطلب على بطاقات «بي إن سبورتس» على المقاهي، التي تمّ تجهيزها بشاشات كبيرة، استعداداً للحدث.www.assafir.com |