ادمون ساسين -لم تعلن حتى الان أي كتلة نيابية موقفا مؤيدا للتمديد مجددا للمجلس النيابي ولم تخرج بعد الى العلن مواقف صريحة لارجاء الاستحقاق النيابي لكن في الهمس وفي الكواليس ثمة من يقول صراحة بأن الأمور متجهة نحو التمديد للمجلس النيابي بحجة الظروف الأمنية وتطورات العراق والأزمة السورية. هذه الحجة وهذه الذريعة لارجاء الاستحقاق النيابي مرة جديدة أمر مضحك مبكي. فلبنان وان شهد بعض التفجيرات والخضات الأمنية هو في النتيجة يعيش بعض التداعيات للأزمات المحيطة فيه. وبالتالي فانه من المخجل أن يتم التذرع بتطورات العراق وسوريا لالغاء الانتخابات النيابية مع العلم أن العراق الذي يشهد أعنف مسلسل تفجيرات وخضات أمنية منذ سنوات اقام انتخابات نيابية. حتى سوريا التي سقط فيها حتى الآن ما يفوق المئة وسبعون ألف قتيل وتشهد بعض مدنها خطوط تماس حقيقية منذ ثلاث سنوات وهجر فيها الملايين من السوريين فقد أجرت انتخابات نيابية ورئاسية (بمعزل عن الانقسام الدائر حولها) على الرغم من كل الظروف ولبنان الذي يستقبل أكثر من مليون نازح سوري شهد اقتراع جزء من هؤلاء على أرضه. الى مصر التي شهدت ثورات وثورات مضادة وانقلابات بمفهوم البعض وعرفت في الفترة الأخيرة عودة التوتر الأمني والتفجيرات واستهداف الجيش ومراكز عسكرية وصراع قوي بين الاخوان الذي أقصوا عن الحكم وبين جزء من الشعب أجرت انتخابات رئاسية شارك فيها أكثر من عشرين مليون ناخب مصري على مساحة تفوق مساحة لبنان بأضعاف وهي متجهة لاجراء انتخابات نيابية. هذا حال كل الدول التي شهدت ثورات وتغيرات في الحكم وخضات اذ لجأت الى اجراء انتخابات نيابية ورئاسية للبدء بمراحل جديدة مبنية على ارادة الشعب. فقط في لبنان يرغب بعض السياسيين باعادة اللبنانيين الى الوراء وجعل هذا البلد يعيش عكس التيار السائد. فاذا كانت البلدان التي تعيش الأزمات والحروب نظمت انتخابات فهل هناك ذريعة جدية للبلدان التي تعيش بعض تداعيات الأزمة الاقليمية أن تلغي استحقاقاتها الدستورية.غير ذريعة الظروف الأمنية ثمة من يرفض اجراء الانتخابات النيابية قبل اجراء الانتخابات الرئاسية باعتبار الأخيرة أولوية. هذه بدورها ذريعة لا يمكن تصديق النوايا المعلنة حولها عن احترام الميثاق والنظام ورفض الانقلاب على النظام. صحيح أن اجراء الانتخابات الرئاسية ضرورة وأولوية حقيقية ولكن اذا كان هناك عدم قدرة حالية على الاتفاق على رئيس للجمهورية فلماذا لا يلجأ الى انتخابات نيابية قد تساعد في فتح ثغرة بالموازين القائمة وتغير شيئا برتابة المشهد السياسي يقود الى اجراء الانتخابات الرئاسية واختيار رئيس يكون للشعب صوت في اختياره. ففي كل البلدان الانتخابات النيابية المبكرة تكون حلا للأزمات الكبرى السياسية والدستورية وغيرها للاحتكام الى الشعب الاّ في لبنان حيث تكون الأزمات أو شبحها ذريعة للبعض للانقضاض على ارادة الشعب والغاء الاستحقاقات الدستورية واعادة لبنان الى الوراء كثيرا في فلك الديموقراطية. |