عندما تهزم تكتيكات المقاومة منظومة «القبة الحديدية»

06:022014/07/14
A
|
A
|







علي شهاب -لم يستطع الأمين العام لـ«حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين» الدكتور رمضان عبدالله شلح حبس دموعه في مداخلاته التلفزيونية الأولى تعليقا على نبأ اغتيال الشهيد الحاج عماد مغنية قبل ست سنوات ونيف.شلح نموذج لشخصيات فلسطينية تدرك جيدا حجم تأثير إنجازات عماد مغنية في دعم المقاومة الفلسطينية من خلال نقل التجربة والعتاد والسلاح، بل وحتى إدارة اللعبة السياسية.بعد استخلاص العبر من حرب تموز 2006، كانت اسرائيل بحاجة الى اختبار التعديلات التي أدخلتها على عمل أذرعها العسكرية والأمنية، فكانت عملية «الرصاص المسكوب» 2008 2009 ميدان التجارب الموضعية على ثلاثة محاور مركزية:- «تشابك الأذرع» أو قدرة مختلف وحدات الجيش (البر والبحر والجو) على التنسيق في ما بينها في دمج وتبادل المعلومات ونقلها الى القوات على الارض. (وهذه إحدى الثغرات التي عانى منها الجيش في حرب تموز 2006).- تكتيكات الغزو البري؛ العنصر الأهم في حسم أي حرب مقبلة بحسب توصيات لجنة فينوغراد.- «القبة الفولاذية» التي تأمل اسرائيل أن تصل عبرها الى مرحلة تحييد سلاح الصواريخ القصيرة المدى، بينما تتولى بقية طبقات الدفاع الجوي أمر الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى (تلك التي بحوزة سوريا وايران وربما «حزب الله»).نقل التجربة من لبنان الى فلسطينولأن الحديث في الإمكانيات المفترضة للمقاومة برا وفي مجال الاستخبارات العسكرية يتطلب إسهابا في الشرح، يمكن الحديث عن «القبة الفولاذية» كنموذج لطريقة عمل المدرسة التي أسسها عماد مغنية منذ توليه منصب المعاون الجهادي للأمين العام لـ«حزب الله» في التسعينيات.بعد اغتيال «الحاج رضوان»، صدر تقرير في اسرائيل عن سعي مهندسي الصواريخ في «حزب الله» وايران لإيجاد طرق للتغلب على برامج التعقب والاعتراض في منظومة «القبة الفولاذية».ليس الحديث عن حرب الأدمغة جديدا بين الطرفين، لكن اللافت للانتباه هو المستوى التقني الذي باتت المقاومة تؤسس عليه مرحلة ما بعد حرب تموز 2006.أكد التقرير يومها أن «حزب الله» بصدد نقل تجربته في تطوير تقنية اجتياز الصواريخ لـ«القبة الفولاذية» الى «حماس» و«الجهاد الاسلامي».من هنا، يمكن فهم السياق الذي تم فيه اغتيال أحد أبرز قادة «كتائب عز الدين القسام» محمود المبحوح في الإمارات، ثم لاحقا ضباط سوريين يعملون في مشاريع تطوير ونقل الصواريخ الى لبنان وغزة.سرعان ما تلقفت هيئة التصنيع العسكري الاسرائيلية الخطر المحدق بقبتها الفولاذية، فحدّثت برنامج تشغيل المنظومة وبات بالإمكان تحريك البطاريات من مكان الى آخر بوقت قياسي لحرمان المقاومة من تركيز نيرانه في قطاع ثابت ومحدد.غير أن التجربة الحالية لصواريخ القسام وسرايا القدس تثبت نجاح تجارب المقاومة.كانت إسرائيل قد اختبرت قبل ذلك تكتيكات عماد مغنية في غزة خلال عملية «الرصاص المسكوب»، حين استخدمت سرايا القدس راجمة صواريخ من 6 فوهات يمكن إخفاؤها تحت الأرض، وتعمل وفق نظرية Overwhelming العسكرية؛ أي إغراق المنظومات الدفاعية للعدو وإرباكها بغزارة النيران.مكانك راوح.. إسرائيلياًوجاءت تقديرات الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية المتلاحقة لتقلل من آمال الإسرائيليين في «القبة الفولاذية»:- هناك 200 ألف صاروخ موجهة حاليا نحو اسرائيل من أربع جهات (سوريا، ايران، لبنان وغزة).- بمقدور «حزب الله»، بحسب التقديرات الاسرائيلية، إطلاق الف صاروخ يوميا، من بينها مئة صاروخ على تل أبيب وحدها.- تقع «غوش دان» المنطقة الحيوية وسط اسرائيل ضمن مدى 5 آلاف صاروخ نوعي بحوزة «حزب الله» زنة الواحد منها 880 كيلوغراماً.- صاروخ «فاتح 110» الايراني الصنع والذي بات الحزب يمتلكه على الأرجح قابل لتعديل المسار أثناء التحليق.- «القبة الفولاذية» غير قادرة على التعامل مع طائرة «أيوب» وعلى سلاح الجو الاسرائيلي ملاحقتها بطائرة «أف 16» أو إعطاء الأمر للدفاعات الجوية لإسقاطها بصاروخ «باتريوت»!- خشية اسرائيلية من صاروخ «كورنيت» المعدل حديثا في سوريا وكذلك من صاروخ «الكاتيوشا» الذي صار مداه 200 كيلومتر وهما بحوزة «حزب الله»، علما ان أحد قادة الحرس الثوري الايراني أعلن قبل فترة انه بات بحوزة «حزب الله» صواريخ بمدى 400 كلم.قواعد مغنيةبعد مرور ثماني سنوات على حرب تموز، يمكن القول إن القواعد التي أرساها عماد مغنية في الملف الفلسطيني قد شهدت تطورا نوعيا ملحوظا في ميداني القتال والاستخبارات (ميزة قضية «سامي شهاب» أنها قد كُشفت، فالعمل في مجالات كهذه لا يكون بالتأكيد تحت نظر الإعلام). وهو تطور يمكن اختصاره في ما نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» قبل أربعة أيام:«الجولة الحالية مع حماس مؤشر قلق لما ستبدو عليه الجولة المقبلة في الحرب مع لبنان».الظهر المكشوفلا يناقش عاقل في الفساد المستشري في سوريا قبل بدء الأزمة.لكن أولوية المقاومة واعتبارات سياسية عدة لم تكن لتضع «حزب الله» في موقع الناقد، وهو الذي يؤخذ عليه لبنانيا إهمال بديهيات المشاركة في الحكم لمصلحة مشروع المقاومة.لم يكن «حزب الله» ولا إيران تحديدا بعيدين عن المزاج الشعبي السوري في السنوات الأخيرة لجهة الحاجة للقيام بإصلاحات منطقية وضرورية.ولم يكن سيناريو تخريب سوريا من الداخل بعيدا عن التهديدات التي يتلمسها عماد مغنية عند التخطيط للمستقبل؛ وهو سيناريو عقلاني لأي مراقب يتابع مسار المواجهة ما بين غزة ولبنان وسوريا والعراق وايران.لكن الحديث في هذا التهديد ظل محل فرضيات على كل قائد أن يأخذها في الحسبان من دون الإفصاح عنها في دائرة واسعة.بعد حرب تموز 2006، تداولت العديد من المراكز البحثية الاسرائيلية تقارير عن تغيير في العقيدة القتالية للجيش السوري بناءً على تجربة «حزب الله».جرى تكثيف الحشد في سلاح المدرعات السوري على الحدود مع اسرائيل وتسلحت البحرية السورية بكميات ...


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني