آمال خليل -لم يكد الجيش اللبناني يفك الطوق الأمني الذي فرضه في محيط مكان إطلاق الصواريخ على فلسطين المحتلة ليل السبت ويعلن عثوره على منصتي الصواريخ، حتى أطلق مجهولون منتصف ليل أمس صاروخين جديدين من سهل القليلة في اتجاه المنصوري على بعد عشرات الأمتار من المكان الأول لناحية الناقورة. وبعيد سقوط الصاروخين في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، قصفت مدفعية العدو أطراف بلدات الحنية وزبقين والقليلة، بنحو 23 قذيفة، إضافة إلى إطلاق قنبلة مضيئة فوق منطقة العامرية ـــ صور.صواريخ امس سبقها إطلاق صلية ليل السبت ـــ الأحد من سهل المعلية جنوب صور في اتجاه مستوطنة نهاريا الواقعة قبالة رأس الناقورة، بعد أقل من 48 ساعة على إطلاق صواريخ من سهل الماري في اتجاه مستوطنة كريات. وكما في الماري فجر الجمعة وفي القليلة فجر اليوم، أطلقت مدفعية العدو 15 قذيفة نحو سهل المعلية، سقطت في خراج بلدات طير حرفا وزبقين والقليلة والسماعية، من دون أن تؤدي إلى أضرار بشرية. وأطلقت قنابل مضيئة في سماء منطقة صور حتى مشارف رامية وعيتا الشعب في بنت جبيل. بالتزامن، أفادت القناة العاشرة الإسرائيلية أن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت على نهاريا، فيما تردد أن أحدها سقط في محيط موقع عسكري عند الحدود. وذكرت مواقع إخبارية معادية أمس أن إسرائيل «قررت فتح الملاجئ في بلدات الشمال إثر سقوط صواريخ مصدرها الجانب اللبناني».ميدانياً، فرضت قوة من الجيش اللبناني طوقاً أمنياً حول المكان الذي أطلقت منه الصواريخ. عمليات البحث التي استكملت طوال يوم أمس، أفضت مساءً إلى العثور على منصات خشبية وقنبلة غير منفجرة، علماً بأن إطلاق الصواريخ تزامن مع تحليق لمروحية تابعة لقيادة اليونيفيل كانت قد بدأت قبل أيام قليلة بتمشيط المنطقة الساحلية جنوبي صور حتى الناقورة، بعد توافر معلومات لديها من أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية عن احتمال قيام مجموعات من مخيم الرشيدية بإطلاق صواريخ، كرد فعل على العدوان على غزة. بحسب مصدر أمني، فإن التحقيقات تتركز على كيفية تمكن مطلقي الصواريخ من نقلها وتثبيتها وإطلاقها والتواري عن الانظار. وكان جنود يرابطون في نقطة مراقبة للجيش عند محور مروحين قد رصدوا ليل الجمعة تحركاً لشخصين على دراجة نارية باتجاه الشريط الشائك. إشارة إلى أن الجزء الشرقي من سهل المعلية شهد في أيلول 2009 عملية مماثلة تزامنت حينها مع ذكرى أحداث 11 أيلول ومناورات معادية ضخمة على طول الحدود الجنوبية، اتهمت حينها عناصر إسلامية متشددة من الرشيدية. وانتشر بيان موقّع من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يتبنى فيه عمليتي المعلية والماري. إلا أن عضو القيادة السياسية للحركة جهاد طه نفى الأمر، مؤكداً أن «العمل العسكري لكتائب القسام محصور داخل الأراضي المحتلة». واستغرب «زج الكتائب بفعل يحتمل أغراضاً سياسية إقليمية ودولية».مصادر اليونيفيل رجّحت أن يتكرر مشهد إطلاق الصواريخ جنوباً ما دام العدوان على غزة مستمراً. لذلك، أجرى قائد اليونيفيل بالوكالة العميد تارونديب كومار اتصالات بقيادات من الجيش اللبناني وجيش العدو، داعياً إلى «اعتماد أقصى درجات ضبط النفس والتعاون مع اليونيفيل منعاً لأي تصعيد». لكن التصعيد أبداه أفراد دورية تابعة للوحدة الإيطالية كانت موجودة في محيط المعلية، عندما قام ثلاثة صحافيين بالتقاط صور لها، هم مراسل قناة «المنار» سامر الحاج علي ومراسل قناة «الميادين» بلال قشمر والمصور كونت حاجو. لم يكتف الجنود بمنعهم من التصوير، بل قاموا باحتجازهم واستدعوا قوة من الجيش اللبناني لتوقيفهم. |