محمد ابو اسبر
إن القلب ليحزن والعين لتدمع على فراقك ، فقد كنت خير الأخ والنصير ، وإنني أشهد أنك كنت طيب المعشر ، متميزاً بدماثة خلقك ، وببعدك عن كل أشكال التعصب والتطيف والتمذهب ، فبقيت صفحة ناصعة لا تشوبها شائبة، يفيض قلبك ووجدانك حباً وسلاماً ودماثة خلق وفضائل وقيم جمال على كل من حولك .
واتسمت سيرتك بروح الغيرية لديك التي قلّ نظيرها . فلم يصدر عنك إلاّ الحب والود والوفاء والصدق والشهامة والنبل ، وهي خصال لا تليق إلاّ بك .
لم يعرف قلبك يا أخي " بنو " الحقد ولا الضغينة ، ولم يسمح للانتهازية والوصولية والتملق بأن ترنو إليه . كنت لبنانياً حتى العظم ، محباً لمدينتك بعلبك ، متدثراً بالنبل والفضيلة والشرف والعفة والنزاهة والاستقامة ، معطاء دون حدود ، صابراً على المحن ومؤمناً بأن الإعلام رسالة حق وواجب ومسؤولية ، فما أحوجنا في خضم المحن التي نعيش إلى آراء ومواقف وأقلام أمثاله.
كنت عصر الخميس في غرفة العناية الفائقة ، رغم الألم تتأبط يديّ وقد اغرورقت عيناك بالدموع، وكأني بك قبل ساعات قليلة من رحيلك على علم بدنو ساعة الفراق ، لا بل باقتراب ساعة لقائك بالرفيق الأعلى في فجر يوم جمعة مباركة من ليالي شهر رمضان ، شهر الله ، شهر التوبة والمغفرة والرحمة .
هنيئاً لك ما جمعت من أعمال صالحة ومن حصاد خير في حياتك ، تتجلى إحدى صورها بجموع المحبين من حول جثمانك الطاهر ، يتهافتون لإلقاء نظرة الوداع على من أحبهم جميعاً وأحبوه .
إلى جنان الخلد يا زميلي وأخي ، واشهد أننا لن ننساك.
- موقع لبنان الآن الإخباري