علي عواضة -هي جبهة واحدة من غزة الى لبنان فسورية والعراق وصولا الى إيران. هكذا باتت حال الصراع الإقليمي الذي يتمحور في النهاية حول فلسطين وقضيتها مع العداء لإسرائيل، أقله من وجهة نظر حركات المقاومة في المنطقة والدول الداعمة لها. أما من ينفي طابع هذا الصراع، فلا يستطيع إخفاء الترابط بين مختلف تلك الجبهات والتأثر والتأثير الموجود في المنطقة ولعل الأزمة السورية وما حملته على لبنان والعراق وحتى فلسطين، كافٍ لاثبات هذا الارتباط.انطلاقا مما سبق، وبما أن الحرب قد باتت حرب محاور لا حرب مناطق ودول، لم يعد بالإمكان التغاضي عن تأثير الحرب في غزة على الوضع اللبناني، ولا يمكن أن ننفي وجود ارتباط بين لبنان وغزة سيؤثر على الطرفين في حال توتر الأوضاع في أحدهما. وعليه فإن لبنان اليوم بات في صلب الصراع مع العدو الإسرائيلي، حتى وإن لم ينطلق هذا الصراع، لكنه موجود ومستمر.يشهد الجنوب اللبناني استنفاراً وانتشاراً من الطرف الاسرائيلي، يكاد يكون مقدمة لحرب قد تندلع مع أي توتر. 40 ألف جندي احتياط تم استدعاؤهم، فرز منهم الآلاف للانتشار على الحدود الشمالية بين لبنان وسورية، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على حجم التوتر والترقب الحاصل، والخطر الذي قد يتحول الى حريق حرب تضرب لبنان مع أي شرارة قد تنطلق.في المقابل فان الجيش اللبناني قد أوعز هو الآخر لجنوده بالحذر والتيقظ على الحدود في الجنوب، بينما أشار مصدر مقرب من حزب الله، الى أن المقاومة اليوم في حالة جهوزية تامة وترقب دقيق وحذر لأي تطورات في الجنوب أو أي تحركات مشبوهة قد تدل على نية لدى اسرائيل بالتصعيد نحو لبنان.يرى المصدر، أن الحديث عن حرب في غزة بمعزل عن لبنان وسورية وايران والعراق، هو محض كلام فارغ، اذ ان العدو يعلم كما يعلم حزب الله، أن الحرب قد باتت حرب محاور، وأن الصراع على أي جبهة هو صراع بين جميع مكونات هذا المحور بوجه المحور المقابل، وما الصواريخ التي ضربت من صناعة سورية، وايرانية سوى دليل على ذلك. ولهذا السبب سلط العدو الضوء على نوعية الصواريخ (السورية) متهما حزب الله وايران بالمساهمة في ايصالها الى غزة.لا يؤكد المصدر أن حرباً على الجبهة اللبنانية قد تندلع غداً، لكنه لا يستبعد ذلك، في حال "قرر العدو بحماقته المعتادة" أن يثأر للهزيمة التي بدأت اليوم بالظهور في غزة، بأن يشن حرباً واسعة، متوهماً أن سورية وحزب الله ولبنان ضعفاء اليوم بسبب الارهاب الذي يضربهم، ويستند المصدر على تقارير أعدتها الصحف العبرية ناتجة عن معلومات استخباراتية تشير الى وجود سيناريو رسمته اسرائيل، من أجل خوض حرب على ثلاث جبهات من بينها الجبهة الشمالية مع لبنان.ويصف المصدر العدو بالـ"مقاتل الأعور" الذي يقاتل في غزة بعين واحدة، فيما عينه الأخرى قد تركها شمالاً من أجل مراقبة الجبهة على الحدود مع لبنان وسورية، بخاصة بعد التطورات الجارية في الجولان والتي حولت الجولان من جبهة هادئة الى أكثر الجبهات التي تتطلب تيقظاً وترقبا.ويتابع المصدر:"ان استدعاء اسرائيل، لـ 40 ألف جندي احتياط، ان دل على شيء، فهو يدل على خوف لديها من تطور الأمور، وهي ليست المرة الأولى التي يحشد فيها العدو تحسباً أو تحضيراً لحرب على جبهة أخرى، ففي تموز 2006 حشد خلال حربه على لبنان، آلاف الجنود على الحدود مع غزة، وبالفعل ضرب غزة حينها وشن العديد من الغارات عليها. كذلك فعل العام 2009 ابان عدوانه على غزة حين حشد على الحدود اللبنانية، وبالتالي لا يمكن فصل الجبهات فوحدة العدو تؤسس لوحدة مصير".كذلك يشير المصدر الى أن الحزب لم يكتفِ بالاحتياط على الحدود، بل استنفر في الداخل أيضاً، وعلى الخطوط الخلفية للجبهة الجنوبية، لتلافي حصول أي تطور تنفذه خلايا صهيونية في الداخل، كتنفيذ عملية اغتيال ما أو اطلاق صواريخ من لبنان تمنح العدو ذريعة شن عدوان على لبنان، كتلك التي اطلقت فجر امس الجمعة على الاراضي المحتلة والرد الاسرائيلي باطلاق 25 قذيفة مدفعية على خراج بلدة كفرشوبا.وحول تغيير قواعد اللعبة من قبل المقاومة الفلسطينية ترى مصادر مقربة من حزب الله بأن اطلاق الصواريخ بهذه الكمية وبطريقة غير مسبوقة يعيد بالذاكرة الى حرب تموز 2006 والتي استطاع حزب الله من خلالها اظهار مدى فشل سلاح الجو الاسرائيلي في حماية المستوطنات وتشكيل عامل ردع، مضيفاً بأن بطاريات القبة الحديدية والتي تنتشر بشكل محدود داخل الاراضي المحتلة لا تتعدى السبع فقط منتشرة بين لبنان وسورية وايلات وغزة والضفة الغربية، بالاضافة لتلك التي كشف عنها جيش الاحتلال بوجودها قرب مفاعل ديمونا، بمعنى آخر لا يمكن لهذا العدد البسيط من منظومة القبة الحديدية اعتراض هذا الكم الهائل من الصواريخ.حزب الله يرى أن الحرب على غزة هي استكمال لمسيرة العدو الصهيوني في اعتدائه على الفلسطينيين، واستهدافه لهم كشعب وأرض ووطن، وفي بيان له دان حزب الله العدوان على غزة، معتبراً "ان هذا العدوان الآثم هو استكمال للحرب الصهيونية المستمرة على الشعب الفلسطيني منذ ما قبل قيام الكيان المحتل واغتصاب الأرض والحقوق، وهي حرب تشهد كل فترة تصعيداً جديداً بما يعبّر عن تأصل الروح الاجرامية لدى العدو خدمةً لمشاريعه الاستيطانية البغيضة. والغريب المعيب أن كل هذا القتل والتخريب والدمار يحصل في ظل صمت ما يسمى بالمجتمع الدولي، وصمت أعمق وأشد مضاضةً للأنظمة العربية التي لم تحرّك ساكناً في مواجهة هذا الاجرام الذي يتجاوز كل الحدود".يفضل المصدر ألا يتم استباق الأمور والتساؤل عما بعد التصعيد في غزة، فيبتسم ويقول بثقة: "لن يكون الأمر كما قبله، فالحرب التي يخوضها الاسرائيلي مع القطاع ستؤول الى أمرين لا ثالث لهما، اما أن تتطور الى حرب كبرى اقليمية تنتج عنها تغييرات جذرية في شكل المنطقة والسيطرة فيها، أو انها ستنتهي بهز ... |