أطل الرئيس سعد الحريري، مساء اليوم، على اللبنانيين عبر الشاشة من مقر إقامته في جدة - المملكة العربية السعودية، خلال سلسلة مآدب رمضانية أقامها "تيار المستقبل" في احدى عشرة منطقة لبنانية في وقت واحد، بمشاركة أكثر من ستة عشر ألف شخص.وأطلق الرئيس الحريري، في كلمة مباشرة على الهواء، خارطة طريق لحماية لبنان تقوم على: انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وانسحاب حزب الله من الحرب السورية، ومواجهة الإرهاب وازمة نزوح السوريين، وإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها من دون اي تمديد.وتوجه إلى القيادات اللبنانية بالقول: "إن لبنان أهم منا جميعا"، جازما بأن أي محاولة للقفز فوق صيغة الوفاق الوطني واتفاق الطائف هي خطوة في المجهول لا تضيف إلى الواقع السياسي الراهن سوى المزيد من التعقيد والانقسام والفراغ.ولاحظ أن يكون الحزب جزءا من مثلّث تقوده إيران وفيه دولة المالكي في العراق ودولة الأسد في سوريا، فهذا يشكل عبئا كبيرا على لبنان وسلامة اللبنانيين، معتبرا ان انخراط الحزب في الحرب السورية هو مشروع مجنون يستدعي جنونا مقابلا على بلدنا، نشهده كل يوم مع الأسف، على شكل إرهاب وانتحاريين وخوف وشلل اقتصادي وأزمات اجتماعية.وإذ استذكر الرئيس الحريري معاناة "إخوتنا" في فلسطين، حمل المجتمع الدولي مسؤولية تغطية جرائم إسرائيل، داعيا إلى تجديد الدعوة لوقف العدوان الاسرائيلي فورا، وإيجاد آلية دولية تمكّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.النص الحرفي للكلمةوالقى الرئيس سعد رفيق الحريري الكلمة الآتية: "أيها الأحبة المجتمعون في هذه الأمسية المباركة، من عكار وطرابلس والكورة، وزغرتا والضنية والمنية، من بيروت وصيدا والعرقوب وإقليم الخروب وجبل لبنان، من البقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط وبعلبك والبترون وجبيل وعرسال، إخوتي ورفاقي في تيار المستقبل وفي خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أصحاب السيادة والسماحة والفضيلة، أيها الضيوف الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أيها الأخوة والأخواتفي بداية كلمتي في هذه الأمسية المباركة من الشهر الفضيل، لا بد لي أن أستذكر معاناة إخوة لنا جميعا في فلسطين، يواجهون عدوانا إسرائيليا ظالما قاتلا مجرما، فيما المجتمع الدولي يراقب الاجتياح الجديد عن بعد، ويكتفي بإطلاق الدعوات لضبط النفس، ولا يبادر إلى خطوات عملية توقف المجزرة الجارية ضد الشعب الفلسطيني.إن المجتمع الدولي مسؤول أخلاقيا وإنسانيا عن تغطية جرائم إسرائيل، من حصار غزة إلى مشاريع الاستيطان، إلى مؤامرة تهويد القدس والاعتداء على المسجد الأقصى.إن السكوت عن جرائم اسرائيل وتبرير عدوانها على الشعب الفلسطيني سيقطع الأمل بكل مبادرات السلام ويفتح الطريق أمام موجات جديدة من العنف والتطرف وعدم الاستقرار.وهذا ما يدعونا إلى تجديد الدعوة لوقف العدوان الاسرائيلي فورا، وإيجاد آلية دولية فاعلة لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.أيها الأخوة والأخوات،عاما بعد عام، نلتقي في شهر الخير والعدل والمحبة والإيمان، فيما العديد من الأوطان العربية ومن بينها لبنان، تتوطن فيها قواعد الشر والظلم والتعصب والكفر بتعاليم الله. لكنكم أنتم، معشر المؤمنين والطيبين والصابرين في هذا البلد، برحمة الله عز وجل، الصامدين في دوركم السياسي والأخلاقي والديني في الانحياز لقيم الاعتدال والانفتاح والتسامح وهي المعاني الحقيقية لشهر رمضان المبارك. لن نتوقف بإذن الله عن اللقاء في هذا الشهر الكريم، وعن تبادل التهاني بحلوله والدعاء لأن تحل البركة والمحبة والسلام في بيوتكم وبيوت اللبنانيين جميعا.طوال سنوات، كنا نقول إن لبنان في عين العاصفة وأن المسؤولية الوطنية توجب على كل المسؤولين والقيادات سلوك الخيارات التي تحمي الاستقرار الوطني وصيغة العيش المشترك. وها نحن الآن نعيش دخول جزء كبير من العالم العربي في عين العاصفة، ونشهد على فصل خطير من الانقسامات والصراعات الطائفية والمذهبية، كما نشهد على انهيار منظومات سياسية وعقائدية شكلت لسنوات طويلة أرضا خصبة لاستدعاء الفتن والإرهاب والحروب الأهلية.الموضوعية والصراحة تفرضان علينا الاعتراف أنه سيكون من الصعوبة بمكان عزل لبنان عزلا تاما عن هذه المخاطر وإقامة سياج سياسي وأمني واقتصادي يحميه من هبوب العواصف المحيطة خصوصا مع استمرار مشاركة حزب الله في الحرب السورية. ولكن المسؤولية الوطنية تلزمنا في المقابل عدم الاستسلام لهذا الواقع واعتبار الوقوع في الهاوية قدرا لا مرد له.اللبنانيون لا يحتاجون لمعجزة لكي يؤمنوا شروط الوقاية من الانهيارات القائمة حاليا في سوريا والعراق وفي غير مكان من العالم العربي.اللبنانيون يحتاجون إلى خارطة طريق تكون فيها الأولوية للمصلحة الوطنية وللاستقرار الوطني على حساب أي مصالح أو ولاءات أخرى.خريطة الطريق لحماية لبنان تقوم بنظرنا على الآتي:1- انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنهاء الفراغ في الرئاسة الأولى باعتباره أولوية تتقدم على أي مهمة وطنية أخرى.2- تشكيل حكومة جديدة على صورة الحكومة الحالية تتولى مع الرئيس الجديد إدارة المرحلة ومواجهة الاستحقاقات الداهمة وإجراء الانتخابات النيابية.3- انسحاب حزب الله من الحرب السورية.4- إعداد خطة وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته. وهنا يجب التأكيد على أن مواجهة الإرهاب هي مسؤولية وطنية تقع على كاهل الدولة وهي ليست مسؤولية جهة أو طائفة بعينها.5- التوافق على خطة طوارئ رسمية لمواجهة أزمة نزوح اشقائنا السوريين إلى لبنان وتجنيد كل الطاقات الشقيقة والصديقة للحؤول دون إغراق لبنان بتداعيات الأزمة السورية اجتماعيا وأمنيا واقتصاديا.6- إجراء الانتخابات النيابية في المواعيد التي يحددها القانون وتجنب أي شكل من أ ... |