علي دربج -في «نقطة الموت»، كما وصفتها إسرائيل، قبل ثماني سنوات، وتحديداً بالقرب من مقبرة «كيبوتس» كفار غلعادي، سجلت المقاومة اللبنانية إنجازاً نوعياً، إذ خطّ عناصرها، بلهيب عبواتهم قصة «الشرك الناسف»، الذي تضمّن رسالة عنوانها: «الجليل تحت أقدامنا».في 6 آب 2006، تمنع الرقابة العسكرية الإسرائيلية على مدى ساعات نشر صور سرّعت باتخاذ قرار وقف الحرب. لاحقاً اعترفت وسائل إعلام العدو بمقتل 12 جندياً إسرائيلياً من الاحتياط، في «كيبوتس» كفار غلعادي. تبنى الإسرائيليون في الإعلام مقولة استهدافهم من قبل المقاومة بصاروخ «كاتيوشا»، لكن المحللين والخبراء العسكريين راحوا يبحثون عن أمر آخر أبعد من «الكاتيوشا».في الآونة الأخيرة، تلقت جهات فلسطينية معلومات بأن عدم إبراز نتائج التحقيقات في واقعة كفار غلعادي، كان مرتبطاً بمحاولة تبديد مخاوف جمهور المستوطنات الشمالية المحبط والقابع في الملاجئ والذي كان يتحسّب للحظة التي يقال له فيها إن «حزب الله» تسلل الى عمق بعض المستوطنات!تتحدث الرواية التي باتت تمتلكها جهة فلسطينية مقاومة عن شرك من العبوات الناسفة زرعته المقاومة اللبنانية لعناصر الاحتياط المنتمين الى «الكتيبة 9255» التابعة للواء المظليين الشمالي، وكانوا جُنّدوا قبل أيام قليلة ونقلوا الى منطقة إصبع الجليل، قبل أن تقرّر الفرقة «162» التي وضع اللواء بإمرتها، تركيز سرية «قيادة الكتيبة» داخل محجر تابع لمستوطنة كفار غلعادي، وذلك بسبب ارتفاع وتيرة إطلاق «الكاتيوشا» من قبل «حزب الله»، حيث بلغت بعض الصليات بحيرة طبريا، حيث كان يتواجد قسم كبير من قوات الاحتياط التي تم استدعاؤها.تبين لاحقاً أن «حزب الله» كان قادراً على رصد جنود الاحتياط حتى لحظة دخولهم المنطقة الشمالية. حُدّد الهدف واختيرت له مجموعة من «قوات النخبة» نجحت عبر التخفي في تجاوز طائرات التجسس والاستطلاع وتخطي الإجراءات والتدابير الاحترازية على السياج الشائك، لاسيما أجهزة التحسس الالكترونية وأنظمة المراقبة الفائقة التطور.أزعج الغبار الذي تصاعد من المحجر الجنود، فقرروا تغيير المكان، لكن الجندي الذي كان يحرس مدخل «الكيبوتس» قال لهم إنه وفقاً للتعليمات التي تلقاها، فإن دخولهم «الكيبوتس» يحتاج الى موافقة. لذا عسكروا، داخل موقف قريب يُستخدم للمركبات بالقرب من مقبرة «الكيبوتس»، بينما اختبأ جنود آخرون قريباً من جدار المقبرة، اعتقاداً منهم أن هذا الجدار سيحميهم.تسللت المجموعة المموّهة بزي عناصر الاحتلال الى حيث مكان الجنود، وزرعت الشرك الناسف قرب الجدار، حيث كان يحتمي الجنود هرباً من الصواريخ. هنا دوّى انفجار كبير، أما النتيجة فكانت أن لقي اثنا عشر جندياً مصرعهم.تزامن ذلك مع خطاب كان يلقيه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت، ووصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية آنذاك بـ«خطاب المعجزة الكبيرة»، بسبب تكراره عبارات التفخيم بالجيش ورباطة جأشه وإنجازاته، ليتبين لاحقاً هول ما حصل في كفار غلعادي.www.assafir.com |