-قاسم جشي-
قبلك كانت العروبة أشعار وأناشيد نتغتى بالحانها في سهرات الطرب والخلع.. كانت مجرد كلمات نتندر عليها في كتب التاريخ والتربية..
كانت حكايات أشبه بأفلام الخرافات والقصص الخيالية.. قبلك كانت العروبة تهم زائفة ينكرها اهلها ويهربون من الإلتزام بها…
كان زعماؤها يلبسون ثوبها ويرجمونها عند بزوغ الشمس ويدوسون عليها في ليالي الذل والعار.. قبلك كانت حدود المقاومة بيئتها الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية…
وكانت رجالاتها قطاع طرق ومجرمي حرب…
قبلك كانت المقاومة مجرد حروف في بياناتنا الوزارية وكنا نقاتل بشتى أنواع الاسلحة لنكتب كلمتها بدماء الشهداء…
وأتيت إلينا لتفتح لنا طريق السماء، طريق المجد والحياة، فمعك عرفنا معنى العروبة لتصبح فعل إيمان وقناعه مهما كبرت التضحيات… معك عرفنا وهجها وفهمناها وحفظناها عن ظهر قلب… معك أصبح للعروبة اماما يجاهر بها أينما وجد واينما حلّ… يا رسول المقاومة وإمتدادها الازلي…
معك سمعنا صدى أصوات الشهداء وفي أحضانك نامت عيون المقاومين بامان ولامست اهدابها اطراف جراءتك لتستمد منها عنفوانها وشموخها… لا تحزن يا اخي فالحسين قطع رأسه وظل ينطق والمسيح صلب ولم يمت، ارادوا إخراجك من الجمهورية فباغتهم الوطن ليعود اليك، سلبوا منك اسم فخامة الرئيس وما ادركوا أن الشعب طوبك باسم جديد لن يناله غيرك… فخامة الوطن…سر… فأنت سر المقاومة واسرار العروبة… سر فعين الله ترعاك وعين فيرا أمك الشهيدة تحرسك.. سر فشعر أختك جيهان أصغر شهداء الفاجعة يظللك .. سر فنحن بأمان لانك تحفظ وصايا والدك طوني… سر فأنت آخر حصون العروبة واول سدود المقاومة… سر فنحن وكل الوطن خلفك.. لا من أجل جنة السلطة ولا خوفاً من سطوة زعيم.. كلنا خلفك لانك الاوفى.. والاخلص والاثبت والاشرف والأصدق والاعز للعروبة والمقاومة، وأنت الإبن البار لوالديه الشهداء وللوطن كل الوطن..