قاسم جشّي
#ملحق
أن تغفو السفير يعني أن أحلامنا ستبقى في سباتها الأزلي، وهذا يعني أن الغد المشرق الذي نطمح اليه سيدخل في غيبوبة لن يستفيق منها ولو بعد حين، يصعب على صباحنا أن يصحو من دون السفير وقاسية هي ايامنا بغيابها، فهي تتجاوز صفة صحيفة سياسية يومية تصدر لنطالع فيها أخبارنا المحلية والدولية ، السفير هي الصوت الصادق والصدى المتمرد على المظلومية في كل أرجاء العالم العربي، فهي صوت المواطن اليمني المعذب والصورة الحقيقية للمواطن السوري المقهور والمشرد وصرخة المواطن العراقي الممزق
هي صوت كل هؤلاء الذين لا صوت لهم وأكثر، هي شمس صباحات بيروت والرياض وكل الخليج، هي صخب القاهرة ومن دونها لا طعم لفنجان قهوتنا ولا رائحة لفجر الندى الذي يتربع على عرش أتربة دروبنا ذات الشوكة، أنها حمامة السلام وعصفور التين وصقر الحروب، إنها عنوان إنتصاراتنا وعتب إنكساراتنا، اليك يا من يحمل أوجاع محلياتنا وقهر قضايانا المعلقة على جدران النيسان، اليك يا معصومة الرأي الجريء الذي ما أضاع بوصلة فلسطين قط، وما زاح عن خط العروبة والمقاومة قط، وما إستكان في سبيل حمل أوجاع المحرومين المعذبين المصلوبين على صليب الإنسانية قط،،عندما نريد إحتساب أعمارنا ننظر الى أرقام أعداد السفير فهل هناك احتساب جديد اذا غادرت السفير؟؟
إقفال السفير يعني إغلاق آخر نوافذ الضوء في ظلمة الاوطان الدامسة ، إقفال السفير يعني سجن الكلمة الحرة في أقفاص الظلم والعبودية، وإسكات آخر أصوات الحرية.. الى صفاحاتك التي تعلمنا فيها قراءة حروف الشموخ فكانت كتاباً يشبه في تفاصيله دستور الإنسانية وكتاباً مقدساً للحرية، فمن دونك من سيخبرنا أخبار المجتمع والرياضة والثقافة وغيرها؟
الى السفير وكل الغيارى نقول لن نقبل أن يكون هناك عدد أخير لهذه الصحيفة ولن نقبل أن يجف حبر حقيقة السفير فعنوان يوميات حياتنا نقرأه من مانشيت السفير، والمطلوب اليوم وقبل فوات الأوان، وقفة وطنية جامعة تعمل بصدق وبقلب واحد لعدم إقفال هذه الرسالة الإنسانية المفتوحة على إتجاهات الارض الاربعة، مهما كبرت السفير ستبقى أيقونة الحرية وعروس الصحافة البيضاء في وجه الأقلام السوداء والقلوب القاسية والعقول المتخلفة والآراء الرجعية..
بإسم من غابوا ولن يغادروا بوجود السفير نستحلفك بالشهداء الذين تزينت اسماؤهم على صفحاتك نستحلفك بأن لا تغادرين لأنه لا طعم ولا لون ولا رائحة لأيامنا دون السفير… صوتنا جميعاً، الذين لا صوت لهم
