مشاركة طرابلس في اعتصام عوكر «لم يكن على المستوى المطلوب»

04:402017/12/11
A
|
A
|

 

دموع الأسمر – الديار

 

كيف عبرت طرابلس عن رفضها لقرار ترامب المشؤوم ؟ومن هي القوى والقيادات السياسية الطرابلسية التي تخطت الاستنكار والتنديد الى الدعوة للمشاركة الفعالة في اعتصام السفارة الاميركية في عوكر؟

يقول احد القيادات الحزبية الوطنية في طرابلس ان تاريخ عاصمة الشمال يشهد لها على دورها في المحطات القومية الفاصلة وانها دائما الى جانب قضية فلسطين قبل تسلل المجموعات التكفيرية الى المدينة والتي حاولت تحريف مسار المدينة عن بوصلتها، وهي اليوم اذ تعود الى تاريخها فان جميع مكونات المدينة السياسية والوطنية والاجتماعية سارعت الى ادانة واستنكار القرار الاميركي في وعد ترامب المشؤوم.

ويضيف المصدر ان اجتماع الاحزاب والقوى الوطنية الاخير ركز على كيفية التعامل مع هذا القرار ودرس بلورة خطة فعالة لمواجهته واولى الخطوات المشاركة في الاعتصام امام السفارة الامريكية في عوكر.

ولكن اللافت ان في طرابلس اصواتا ارتفعت تندد بالمعتصمين في عوكر وقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي في طرابلس بالمواقف التي تجاوزت الحدث على اهميته ولم يستوقفها الا الرايات التي رفعها بعض المعتصمين امام السفارة الامريكية حيث ندد بعض الناشطين برفع رايات حزب الله والحزب القومي والحزب الشيوعي وغيرها من الرايات الحزبية.

ناشطون آخرون لم يستسيغوا الشعارات التي اطلقت تنديدا بالدول العربية وبخاصة السعودية وبعض دول الخليج التي اقامت علاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب فنددوا بتلك الشعارات دفاعا عن السعودية التي لا تزال تلقى لدى بعض الشرائح تأييدا من منطلق الارتباط الديني بها على الرغم مما يحكى عن مسار تطبيع بينها وبين الكيان الصهيوني.
واللافت ان الاعتصامات التي بادرت طرابلس الى تنفيذها من خلال جمعيات اهلية واحزاب وطنية جاءت خجولة ودون مستوى الحدث التاريخي الذي يمس جميع الاديان والطوائف في الصميم …

يقول قيادي انه بكل الاسى لم تكن المشاركة الطرابلسية بالقدر الذي كانت تعرف به من قبل، فقد كان الطرابلسيون يهبون الى الاحتشاد في ساحة عبد الحميد كرامي حين كانت تحركهم جهات اصولية مرتبطة بالخارج فيما لم تشهد هذه الساحة اي حشد استنكارا وتعبيرا ودفاعا عن فلسطين وعاصمتها القدس…

يلفت القيادي الى ان حركة الاعتصامات اقتصرت على الاحزاب الوطنية والقومية والجمعيات الوطنية فيما لم تحرك الحركات الاسلامية الاصولية ساكنا باستثناء الحركات الاسلامية المعتدلة والمصنفة على محور المقاومة وقوى 8 آذار، وكأن عملية فرز جديدة تحصل على الساحة الطرابلسية على الرغم من اعلان منسقيات تيار المستقبل عن تنفيذ اعتصامات لم تكن حاشدة انما فقط للتعبير الخجول دون ان تصل الى حجم القضية الخطرة التي تحتاج الى اقصى درجات الاستنفار الشعبي والتحدي.

ايضا اكثر ما لفت الانظار ان المشاركة الطرابلسية في اعتصام السفارة الاميركية كانت ابضا خجولة ولم تحصل تلبية شعبية واسعة اذ اقتصرت على بعض الشرائح الشعبية التي تعتبر فلسطين بوصلتها .. وحين تسأل عن الاسباب فالجواب بأتي غامضا من معظم القوى والتيارات السياسية الطرابلسية التي لم تر في المشاركة اي مردود انتخابي لها فيما يرى بعض مسؤولي المكاتب السياسية ان مرجعياتهم اعربت عن استنكارها وتنديدها بقرار ترامب وهذا كاف بالنسبة اليها، ذلك ان المشاركة باعتصام او تظاهرة لن تغير شيئا في القرار الاميركي وفق رأيهم.

غير ان عضو مجلس امناء حركة التوحيد الاسلامي الدكتور معاذ شعبان لفت الى ان المشاركة الطرابلسية كانت خجولة على الرغم من ان مساحة الاشتراك في الاعتصام كانت واسعة لمن يرغب وإذ شارك على رأس وفد كبير من انصار الحركة فقد لاحظ غياب اسماء كثر ممن كانوا يظهرون في المظاهرات للادلاء بمواقف التشنج امثال بعض النواب والهيئات الاسلامية المرتبطة بدول الخليج وقال : لو كان الموضوع طائفياً بين سني وشيعي لوجدنا تجييشا غير مسبوق وتحشيداً لكل الطاقات للمشاركة اما قضية القدس فالجميع تلمس مصالحه وعلاقاته وخشي ان يهتف هاتفه باتصال من سفارة ما يؤنبه.

ورأى شعبان ان معظم السياسيين يحرصون على عدم استفزاز السفارة الاميركية وبخاصة ان لدى البعض مصالح سياسية واقتصادية وان هؤلاء يحاولون السير بين النقاط ويقفون بين الرفض الشعبي للقرار الاميركي وبين العلاقات مع دول خليجية ذات المصالح الاميركية في المنطقة.

وحسب شعبان ان طرابلس الوطنية الممثلة باحزابها التاريخية وبحركتها الاسلامية المعتدلة الرافضة للغلو والتطرف قد شاركت في الاعتصام غير مكترثة بأصوات التكفيريين الذين باتوا قلة في المدينة وهؤلاء لا يقيمون وزنا للمشاعر الوطنية والقومية وما زالوا يعتقدون بان اي نضال لا يكون لاعلاء راية الاسلام ولإقامة دولة الاسلام هو نضال الكفر لان الجهاد فقط يكون في سبيل الله وليس في سبيل الارض والوطن.

وفي ظل هذه الاجواء فقد تحولت مناسبات طرابلسية الى فرصة للتضامن مع القدس وفلسطين حيث استبدل الرئيس ميقاتي افتتاح مهرجان العزم بنشيد زهرة المدائن بدلا من نشيد العزم ووقف يتحدث عن فلسطين مستنكرا الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويقيم الوزير فيصل كرامي يوم غد لقاء شعبيا في دارته للتضامن مع القدس كما تحولت دارة الراحل عبد المجيد الرافعي الى مهرجان حاشد تضامنا مع القدس اضافة الى اعتصامات في ساحة التل .


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني