وزير المال التركي للنهار: مأساة كبيرة في العراق وندرس الردّ ومفاوضات واعدة ومشجّعة مع إيران

08:332014/06/13
A
|
A
|







يبرع في حياكة موقف بلاده جامعا السياسة بالمال. ينتقي كلماته بدقة. يبقى هادئا مهما امطرته اسئلة. انه وزير المال التركي مهمات سيمسيك الذي زار لبنان مشاركا في مؤتمر اقتصادي. الا ان التطورات التي اعادت الاتراك الى الواجهة مع خطف ديبلوماسيين ومدنيين في العراق، لا تلبث ان تخرجه من عالم الارقام.الوزير المتحدر من عائلة كردية والحائز خبرات اقتصادية وديبلوماسية في مسيرته المهنية، يبلور الموقف التركي من الاحداث المحلية والاقليمية. لبنانيا، يدعو الى اقرار اتفاق التجارة الحرة مع تركيا مركزا على اهمية تعزيز الامن والاستقرار السياسي لتفعيل التعاون بين دول المنطقة. اقليميا، ينقل سيمسيك قلق بلاده من جراء سقوط الموصل ومحافظة نينوى في ايدي مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" متحدثا عن جهود مكثفة لتأمين اطلاق الاتراك الابرياءفي ما يأتي الحوار الذي أجرته "النهار" مع سيمسيك في فندق "حبتور - هيلتون":¶ عقد اجتماع لحلف شمال الاطلسي بعد احتجاز عناصر من "داعش" رهائن تركية. ماذا سيكون الرد؟- انه تطور مقلق، تدرس انقرة الرد. نتطلع الى وصول آمن للديبلوماسيين الاتراك وسائقي الشاحنات الذين وقعوا في شرك النزاع الداخلي. هناك جهود مكثفة لتأمين اطلاق الابرياء.¶ هل نتوقع ردا تركيا احاديا أم ان حلف شمال الاطلسي سينخرط في العملية؟ هل اتصلتم بالجهة الخاطفة؟- تتركز الجهود على تحرير الابرياء. انا متأكد من ان الحكومة تعمل على كل القنوات. اولويتنا تأمين اطلاقهم. دعمنا باستمرار الاستقرار الاقليمي وهذا يشمل جيراننا المباشرين وكذلك المنطقة. ففي ظل غياب الاستقرار، يصيب تمدد النزاع الجميع. اتبعنا "اجندة" ركزت على استقرار اكثر بين دول المنطقة وكذلك الازدهار والانفتاح والديموقراطية والحوار والانخراط. ووجودي في لبنان يظهر التزامنا في اعادة الانخراط والحوار في التجارة والاستثمار وكذلك في التبادل بين الاشخاص ومجتمع الاعمال.¶ اتهمت تركيا بدعم الجماعات المسلحة المتطرفة في النزاع السوري.- هذه تكهنات غير صحيحة. لا يمكن ان نبقى على الحياد فيما يتم الاعتداء على الابرياء. هناك مأساة انسانية كبيرة تحصل. اقمنا علاقات جيدة جدا مع سوريا، ولكن عندما بدأ النظام قتل الناس العاديين، عملنا بجهد لاقناعه بالانفتاح واحتضان الخلافات وتعزيز معايير الديموقراطية. فشلت الجهود. نحن مع سوريا اكثر ديموقراطية واستقرارا وازدهارا. غير ان الادعاءات بأن تركيا دعمت المتشددين هي ذات دوافع سياسية. وفي حال ساعدنا هذه المجموعات المتشددة، فلماذا تستهدف مواطنين اتراكا؟ على غرار دول عدة في المنطقة، لدينا تعاطف مع "الائتلاف السوري"، الا انه تعاطف يتضمن التأكد من ان النزاع السوري لاقى حلا بطريقة تحفظ وحدة الاراضي السورية، واقامة نظام جديد ينظر الى التعددية كمصدر غنى بدلا من الخطر (...) لا مصلحة لدينا في رؤية سوريا في هذا الستاتيكو المسيء للجميع. ففي هذا الواقع تجد الجماعات المتشددة البيئة المناسبة. ولو كان الغرب صادقا في تطلعه الى شرق اوسط مستقر وديموقراطي ومزدهر لما كان بقي على الحياد(...).¶ الا تعتقد ان التقدم الذي تحققه "داعش" يصب في مصلحة النظام السوري؟- ان الذين يريدون ان يحافظوا على الستاتيكو ومواجهة التغيير نحو الديموقراطية سيستخدمون اي شيء كعذر. وعندما يحصل فراغ في السلطة، سواء في سوريا او في اي مكان آخر، تنتهي بنا الامور الى هذا النوع من المجموعات المتشددة. لذلك نريد ان نتعاون في اتجاه سلام واستقرار مستدامين في المنطقة.¶ كيف ستؤثر هذه التطورات في التحالفات في المنطقة؟ زار الرئيس الايراني حسن روحاني تركيا على رأس وفد وهي الزيارة الاولى منذ 18 عاما؟- نحافظ على حوار قوي مع جيراننا. واذا قامت تحالفات، فستكون بين دول تتطلع الى التطور في المنطقة. الجغرافيا هي، بطريقة او بأخرى، قدر. وبهذا المعنى، علينا العمل معا رغم التباينات. "اجندة" تركيا هي ان تلعب دورا بناء. صحيح ان لدينا روابط تاريخية ودينية ولغوية قوية مع المنطقة الا اننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول. هذا لا يعني اننا سنكون غير مبالين حيال قتل المواطنين في جوارنا. لذلك فتحنا حدودنا ولدينا نحو مليون لاجئ سوري من دون دعم دولي كبير، وانطلاقا من مقاربة انسانية. لدينا مخيمات للجميع، للسوريين المسيحيين والعرب والاكراد. واذا حصل تحالف فسيكون بهدف حفاظ سوريا على وحدة اراضيها واقامة نظام يشمل الجميع.¶ اعود الى زيارة الرئيس روحاني. على اي اساس يتم التعاون مع طهران؟ انتم تطالبون باطاحة الاسد فيما ايران تدعمه؟- الاختلاف في وجهات النظر لا يمنع الحوار. المضي قدما يتطلب الحفاظ على الحوار، فتجتمع المنطقة ككل حيال تسوية لحل النزاعات في المنطقة.¶ وصف الرئيس عبدالله غول زيارة روحاني بـ"نقطة تحول"؟- ايران هي احدى الدول التي تكتسب اهمية في المنطقة ولم تتبدل حدودنا معها منذ 1639. لديها مقدرات. قد نختلف في ملفات انما نسير شؤوننا انطلاقا من مبادئ. ففي الماضي، قلنا اننا نريد منطقة خالية من السلاح النووي، وفي الوقت نفسه قلنا انه يحق لكل دول المنطقة تطوير المنشآت النووية الخاصة بها لاغراض مدنية. وعندما لاحظنا ان المجتمع الدولي لم يكن عادلا وقفنا في وجهه. نتطلع الى ايران مزدهرة وقوية ومستقرة وان تؤدي دورا بناء.¶ هل تتوقع تمديد المفاوضات بين ايران والغرب 6 اشهر اضافية، ام ان التوصل الى اتفاق شامل لم يعد بعيدا؟- لا اعرف متى ستنتهي المفاوضات ولكنها واعدة، مشجعة، وتظهر قدرة المنطقة على مقاربة احدى المسائل الدقيقة عبر الحوار والوسائل السياسية. وهذا مهم. فالعقوبات لا تؤذي الشعب الايراني فحسب انما المنطقة ككل. من هنا، نريد ان يقارب الغرب وطهران خلافاتهما مع احترام حق ايران بتطوير طاقة نووية مدنية. كما اننا نتفهم وفي ...


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني