وراء واجهة وردية لكنيسة برنو للآباء الكبوشيين في تشيكيا، المشهد لا يصدق: الاجساد بقيت محفوظة جيدا. في التعبير العلمي، انهم مومياءات. اما في التعبير الديني، فانهم 24 راهبا كبوشيا، مستغرقين في نوم عميق، باثوابهم الرهبانية وصلبانهم.قبل الوصول الى سرداب الكنيسة، يتوجب على الزائر التنقل في بعض الممرات الضيقة التي تعرض اعمالا حجرية وجثث شخصيات كبيرة. جثة امرأة جُمِّدت كما لو انها مذعورة. وتُعلم لافتة أن تلك المرأة دفنت حيّة عن طريق الخطأ. تلك الاخطاء كانت شائعة في زمن كان لا يزال خلاله الشلل والغيبوبة غير مفهومين. وفي السرداب، حالات اخرى مؤسفة كحالة تلك المرأة.ومع ذلك، فان السرداب هو في المقام الأول "مكان راحة" للرهبان الكبوشيين. طوال 300 عام، وضعوا إخوانهم المتوفين تحت الكنيسة. وقد حُظِّرت تلك الممارسة بموجب قوانين النظافة في نهاية القرن الثامن عشر.التحنيط لم يكن في النية اطلاقا. فانطلاقا من تمسكهم بنذر الفقر، حتى بعد الموت، كان الرهبان يعمدون الى استخدام التابوت نفسه كل مرة عند وفاة واحد منهم. وبعد المراسم الجنائزية، كانوا ينقلون المتوفى إلى السرداب، ويضعونه على الارض، وتحت الرأس وسادة من الطوب. غير ان التيارات الهوائية الجافة وتكون تربة سطحية في السرداب ساهمت في الحفاظ تدريجيا على الجثث.وكانت النتيجة لافتة: 24 راهبا تمددوا ارضا في صفوف، وجثثهم حُفِظت جيدا. وجميعهم باثواب رهبانية، وبعضهم امسك بمسابح او صلبان. "كما أنت الآن، كنا نحن كذلك مرة. وكما نحن الآن، ستصير"، نُقِش بالتشيكية فوق المكان الذي يستريحون فيهم. |