الشيخ أسد عاصي لـ «الأنباء»: حكم الإعدام بحق رفعت عيد كناية عن حكم سياسي لإرضاء بعض الجماعات

00:222014/07/19
A
|
A
|







رأى رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ د.أسد عاصي، ان حكم الاعدام الصادر بحق امين عام الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد، حمل في طياته ابشع الصور عن ظلم من المفترض ان ترفضه الدنيا بمثل ما ترفضه السماء، خصوصا أن حكم الاعدام لا يمكن لقوس العدالة ان يلفظه بحق اي كان مهما تكن خلفيته السياسية والمذهبية وحتى العرقية، بالاستناد الى اقوال هذا او ذاك من الشهود بل من المفترض ان يلفظه وفقا لوقائع حسية ملموسة ولدلائل قطعية تحل محل الشك يقينا، وهو ما لم يتوافر في اتهام رفعت عيد بجريمة معينة وقعت في ظروف ومسببات اقليمية معينة.ولفت الشيخ عاصي في تصريح لـ «الأنباء» الى انه عندما يتقاتل الكل مع الكل ويختلط الحابل بالنابل في قضية ترتبط عناصرها ارتباطا كاملا ومباشرا بمعطيات ووقائع اقليمية معقدة تشغل العالمين العربي والغربي، وترخي بتداعياتها المأساوية على الساحة اللبنانية عموما والطرابلسية خصوصا، فمن واجب الدولة ان تذهب الى تسوية بين الفرقاء المتقاتلين محليا، بدلا من سوق البعض منهم الى القضاء وإصدار الأحكام الوجاهية بحقهم والغيابية بحق آخرين، علما ان القضية نفسها التي من اجلها تقاتل ابناء التبانة وجبل محسن (القضية السورية) هي نفسها التي تسببت في اشتباكات سياسية بين السياسيين وأدت الى تفكك المعادلات في الدولة، وآلت بالتالي الى الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وجمود مجلس النواب وتعثر الحكومة.وبناء على ما تقدم، يؤكد الشيخ عاصي ان حكم الاعدام بحق رفعت عيد، ليس سوى حكم سياسي للتسويق الاعلامي ولإرضاء بعض الجماعات على حساب جماعات اخرى، معتبرا ان ابناء جبل محسن كما ابناء باب التبانة وكل طرابلس، يريدون قضاء منزها عن السقوط في اللعبة السياسية ليحكم بالعدل في ملفات معقدة وذات حساسية طائفية ومذهبية مرفوضة بكل المقاييس والمعايير، لافتا الى ان من اغتال الشيخ محمد البوطي في سورية هو نفسه من فجر مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، معتبرا بالتالي انه كان اجدى بالدولة اللبنانية سياسيين ووزراء ونوابا وفعاليات، أن تجتهد لانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الانتظام العام الى المؤسسات الدستورية، وأن تغوص بمطالب المعلمين وموظفي القطاع العام قبل انفلاته بالكامل، بدلا من ترك البلاد تختنق بحمى الفوضى الاهلية والسياسية على حد سواء، وذلك نتيجة اطلاق البعض للمواقف السياسية من القصور العالية وتلهيهم بتصفية الحسابات وإغفالهم المصلحة الوطنية العليا.هذا،وأكد الشيخ عاصي انه كرئيس للمذهب العلوي، يؤيد مطالب اهالي باب التبانة فيما يخص الأحكام القضائية بحق بعض ابنائه بمثل ما يؤيد مطالب اهالي جبل محسن في الخصوص نفسه، وذلك انطلاقا من إيمانه بالمساواة بين الجميع على مختلف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية، اذ من الجريمة بمكان التعاطي مع ملفات سياسية على قاعدة التفرقة بين ابن ست وابن جارية، مستدركا بالقول ان ما يشوب الضمير الوطني اليوم ويحول دون اعادة اللحمة الى النسيج اللبناني وإنصاف المظلوم، هو تقديم البعض لهويتهم المذهبية على هويتهم الوطنية الجامعة.وردا على سؤال، اكد الشيخ عاصي ان العلويين في جبل محسن وعكار وكل لبنان، هم لبنانيون بامتياز ولا يقلون لبنانية عن غيرهم من الطوائف والمذاهب اللبنانية، ويفتخرون بانتمائهم إلى الدولة اللبنانية ارضا وحكومة وشعبا ومؤسسات، وما اتهامهم زورا بأنهم يشكلون امتدادا سياسيا للنظام السوري، سوى اتهام ظالم وكناية عن عنوان سياسي اعلامي صاخب لا هدف منه سوى تسعير نار الفتنة المذهبية على الساحة اللبنانية، مستدركا بالقول ان العلويين يرفعون راية القومية العربية ويدافعون عن الحقوق العربية بمثل ما يدافعون عن سيادة واستقلال بلدهم لبنان، معتبرا انه اذا كان الشيء بالشيء يذكر وتبعا لحسابات من يتهم العلويين بالانتماء للنظام السوري، فإن المسيحي هو امتداد لروما والشيعي امتداد لإيران والسني امتداد للجزيرة العربية.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني