TUE, 18-3-2025

الجيش أسقط مُعادلة «العسكريين مقابل اللاجئين»

15:092014/09/11
A
|
A
|

ميشال نصر - مع استعاد المناطق البقاعية هدوءها النسبي بعد «نوبات التوتر المضبوط» الذي استباح شوارعها في اعقاب اعمال الخطف والخطف المضاد، عادت ساحة الشهداء قبلة للانظار مع نصب اهالي العسكريين الاسرى خيمة اعتصام لهم فيها، على بعد عشرات الامتار من الخيمة «المعمرة» لاهالي المفقودين والمخفيين قسرا في السجون السورية، في انتظار نتائج الزيارة التي قام بها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الى الدوحة امس بتكليف رسمي لمتابعة القضية مع الجانب القطري، والتي قد تشمل دولة عربية اخرى . 

فعلى خلفية الحرب على «داعش» تقول مصادر وزارية ان المنطقة تبدو متجهة نحو مرحلة جديدة ومن ضمنها لبنان ، بعد فشله في النأي بنفسه عن التطورات الاقليمية، ونجاح التنظيمات الارهابية في النفاذ الى النسيج اللبناني عبر محاولة ايقاظ الفتنة، على وقع تعثر الوساطة القطرية نتيجة تمسك التنظيم بشروطه المستحيلة، وان كانت «جبهة النصرة» تبدو أقل تصلبا، ما سمح بتحقيق «اختراق ما» ترجم لقاء بين «الاسير» جورج خوري وعائلته من جهة، ونقل ستة جرحى من الجبهة ، عرسالي وشماليان وسوريان وشيشاني، اصيبوا بجراح خطيرة معظمها في الرأس خلال مواجهة عرسال الاولى، من مستشفى «دار الامل» الى مستشفى «رفيق الحريري» الجامعي بناء على اشارة من القضاء المختص مطلع الاسبوع الحالي، خلافا لطلبهم بالانتقال الى احدى مستشفيات زحلة، على ان يرحلوا لاحقا الى المستشفى العسكري لينضموا الى الدفتردار بعد ردود الفعل التي تلت تسريب خبر وجودهم في المستشفى الحكومي.
المصادر تؤكد ان لبنان امام المحك الامني الحساس المستجد خلال الساعات الماضية، والذي قد يترك تداعياته في الايام القليلة المقبلة حتى على قضية العسكريين الاسرى ، والمتمثل في العملية العسكرية المفاجئة التي نفذها الجيش اللبناني وتمكّن خلالها من استعادة السيطرة التامة على مراكز حيوية في جرود عرسال وتحديداً في منطقة تلة الحصن المشرفة على عدد من التلال الاستراتيجية، والتي من خلالها يمكن التحكم بما تبقى من معابر غير شرعية ، فاصلة البلدة عن جرودها ، مبقية على معبر وحيد مفتوح يستعمله الشيخ الحجيري خلال انتقاله نحو الجرود ، في رسالة واضحة الى المسلحين مفادها ان الحكومة بدأت باستخدام أوراق القوة التي تملكها باعتبار ان هذه العملية ستضيّق على المسلحين القدرة على التنقل بين الجرود حيث يتحصنون وبلدة عرسال التي تُعتبر شريانهم اللوجستي الوحيد، بانتظار ردة فعل المسلّحين ولا سيما منهم تنظيم «داعش».
واشارت المصادر الى ان تكثيف العمــل الأمنــي خلال الفترة الأخيرة في مختلف المناطق ، اثمر إنجازات مهمة حيث تم إلقاء القبض على عدد من المرتبطين بالتنظيمات الإرهابية، مؤكدة بأن أغلبية عمليات المداهمة للمخيمات السورية، تأتي بخلفية تعزيز واقع إبقاء هذه المخيمات تحت السيطرة والمراقبة، خصوصا ان العديد منها قد لا يحتوي بالضرورة على السلاح، إلا أن ذلك لا يبرر أي اعتـــداءات أو استهـــداف للنازحين أو أن يؤخذوا كلهم بجريرة مجموعة مــن الإرهابيين،لافتة الى ان ملف النازحين صار أكثـــر من ضاغط على الواقع اللبناني ويضع الحكومة وكل القوى السياسية أمام مسؤوليــة المعالجة السريعة، علما أن حل هذه المشكلة لابد أن يتم بالتواصل والتنسيق بين لبنان وسوريا عبر طرف ثالث.
في المقابل وعلى وقع تحميلها مسؤولية الانفلات الحاصل في البقاع ومحاولات تمدد الاصوليين لرئيس الجمهورية الاسبق ميشال سليمان، بسبب قراراته المتخاذلة عشية استشهاد بشعلاني وزهرمان، تطمئن مصادر مقربة من حزب الله الى أن الوضع على خطورته ليس ميؤوسا منه، إذا صدقت النيات وعملت القوى السياسية الفاعلة على لجم الشارع ومنع بعض الموتورين من التمادي في أعمال الخطف التي تبين أن بعضها لأسباب شخصية، وتم استغلال قضية العسكريين المخطوفين لتصفية حسابات قديمة، مؤكدة أن المعالجة لا تكون أمنية فقط ، بل يجب ان تستتبع بلقاءات سياسية بين القيادات المختلفة، على اعلى المستويات، وكذلك التنسيق على مستوى مسؤولي المناطق المعنية المختلطة أو المتداخلة مذهبياً ، لتهدئة الأمور والتعهد المتبادل بعدم لجوء أي جماعة للخطف أياً تكن الأسباب، فيما شددت مصادر نيابية بقاعية من جهتها على ضرورة الفصل بين الوضع في جرود عرسال والوضع في المناطق البقاعية ،حيث الوضع العام مقبول بالاجمال بعد نجاح قوى الامر الواقع في السيطرة على الشارع، رغم المخاوف من تكرار تحول حوادث الخطف لاسباب مادية الى طائفية. 
في الانتظار تقف الحكومة امام جملة استحقاقات ورزمة من التساؤلات ابرزها هل اصبحت قضية العسكريين خارج دائرة التفاوض؟ هل الحكومة مربكة وماذا تنتظر للكشف عن عناصر القوة التي تمتلكها في وجه الارهابيين؟ كيف ستوفق الحكومة بين رفض المقايضة والقبول بالتفاوض؟ هل تضغط الحكومة على الجيش وهل هناك من يضغط على الحكومة؟ من يتحمل مسؤولية التسوية الغامضة المهينة التي اتاحت خروج الارهابيين مع العسكريين؟ هل ينفرط عقد الحكومة بسبب ازمة العسكريين وما هي خطوط الحكومة لمواجهة العدو الحقيقي «داعش»؟ ما هي استراتيجية الحكومة لمنع انزلاق لبنان الى حرب اهلية مذهبية؟ بانتظار الاجوبة كل الاحتمالات واردة .

المصدر: الديار


5amsat
على مدار الساعة
على مدار الساعة
mostaqel
mostaqel
mostaqel
Mostaqel
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني