كما في كل عام، أحيا السوريون ذكرى كربلاء بإقامة مجالس العزاء والندوات والمحاضرات في المساجد والحسينيات، فجدّد عشاق الإمام الحسين (ع) العهد والبيعة، مرددين شعار "لبيك" حيث تجسدت رسالة انتصار الدم على السيف.
وقد أكد القيمون على المجالس تجسد كربلاء الإمام الحسين (ع) في هذا العصر، وتناولت المحاضرات النهج الحسيني وتطبيقه وأهمية التضحية في سبيل قضية عادلة، إذ أكّد المحاضرون أنّ ما تشهده المنطقة اليوم هو انعكاس لواقعة كربلاء حيث تجسدت معاني الفداء والإيثار.
وفي اليوم العاشر من شهر محرم الحرام أقيمت مراسم عاشوراء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في العاصمة السورية دمشق، حيث توافد عشاق أهل البيت عليهم السلام إلی الحسينيات والعتبات المقدسة إذ تقام مجالس العزاء التي تجسد الفكر الحسيني، كما شهدت أحياء عدة في دمشق مسيرات "حسينية"، وسط تجمهر المئات من النساء والرجال والأطفال.
ونصبت مجموعات من المعزين في مقام السيدة زينب (ع) خيام الإمام الحسين عليه السلام لتجسيد ملامح من واقعة الطف، إضافة للمجالس الحسينية لإعطاء العبر والدروس، وقد شهد مقام الحوراء زينب (ع) إقبالا كثيفاً من وفود المعزين من مختلف أنحاء العالم خصوصاً بعد عودة الأمن والأمان إلى تلك المنطقة ومحيطها.
وعلى الرغم من تهديدات المجموعات المسلحة لاستهداف مواكب العزاء والحسينيات، خرج آلاف المعزين ليرددوا نداءات التلبية متحدين كل التهديدات التي يتعرضون لها، مؤكدين أنهم ماضون على نهج الإمام الحسين (ع) حتى إعلان النصر.
وتأتي مراسم عاشوراء للعام الرابع في ظل الحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري وحلفاءه ضد المجموعات التكفيرية، فيما تركزت مراسم العزاء في مقامي السيدة زينب والسيدة رقية (ع) إضافة لعدد من أحياء دمشق.
هذا واكتست أحياء "الجعفر الصادق" و"زين العابدين" و"الأمين" في دمشق حلة سوداء، فيما تزينت جدران تلك الأحياء بصور الشهداء الذين قضوا وهم يدافعون عن وطنهم ومعتقدهم وعتباتهم المقدسة.
