بعد الاحداث الامنية التي مرت على طول البقاع من عرسال الى الهرمل، ومسلسل التفجيرات الذي مر بهذه المنطقه، وبعد عودة الأمن والأمان الى ربوع البقاع الحبيب بفضل جهود وسواعد المجاهدين الشرفاء المدافعين عن عرض وشرف وتراب هذه المنطقه ولبنان، استطاع اللبنانيون بجميع اطيافهم تنفس الصعداء في هذه المنطقة وكانت اول ثمرة لجهود المقاومة هي الامان.
فلم يجد المواطنين متنفس وملاذ جميل غير ضفاف نهر العاصي. وصبيحة اول يوم عيد الفطر اتجه اللبنانيون مع عائلاتهم من كل حدب وصوب ومن جميع القرى البقاعية الى نهر العاصي، فمنهم من وجد مكان في المقاهي المنتشرة، ومنهم من انتظر دوره من كثرة الاكتظاظ وكثافة الزائرين، ومنهم من طلب الطعام الفاخر ومنهم من اخذ يسبح في مجرى النهر ومنهم من جلس يصطاد السمك... باختصار: كان الجميع راض!
ولكن ما لم يراه هذا المواطن والزائر هو الفظيع والمعيب هو عيب على جبين من هو مسؤول عن فضيحة تتآكل فينا غير آبهين بأبعادها... الى كل من لا يعرف نهر العاصي: النهر الذي مياهه عكس كل انهار لبنان، النهر الذي يصب في اراضي اسكندرون في تركيا، النهر الذي يخف منسوبه بالشتاء والعكس في الصيف، النهر الذي كنا نسبح ونشرب منه بكل سهولة مطمأنين حول نظافته، النهر الذي كان عصيا يذهب به الساسيون الى كواليس السدود والخصخصة.
هذا النهر يا سادة اصبح وصمة عار.. هذا النهر يمتلكه اصحاب المقاهي الغير آبهين بالنظافة ومستغلين كل شبر من ضفافه يمتلكه «الزعران» من اصحاب مزارع السمك وزعران «مصارين الدجاج» كعلف!
غفل عن الزائرين ان ما يأكلونه هو لحم ميت... جيف! غفل عن الزائرين لون مياه نهر العاصي الزرقاء والتي أصبحت رمادية وصفراء كوجوه الموتورين الزعران من اصحاب المزارع! ألن تخافو الله؟
في الشهر الماضي اطل علينا وزير الصحة ابو فاعور بتقرير عن هذا الموضوع وقال في نهاية حديثه انه تعرض لتهديد من اصحاب هذه المزارع. هل ستقف مكبل اليدين يا معالي الوزير ضد هؤلاء الكفرة الذين لا يخافون الله؟ ما ذنب الفقراء واصحاب الضمير من اصحاب المقاهي الصغار الذين يشقون طوال موسم الصيف بشرف وضمير لتحسين صورة هذه المنطقة امام كافة الزوار من خارجها ؟ يشقون بكد وتعب وامانة لتحسين صورة مدينة الهرمل وبلديتها التي تتغنى بمدخلها الجميل وتتغاضى عن قلب نهرها الوسخ بالتفاح الفاسد الذي سيطغى على كامل التفاح النظيف.
يا سعادة الوزير، يا حضرة رئيس بلدية الهرمل، ايها المعنيين، اتقوا الله بهذا الموضوع الذي سأحملكم اياه ليلاً نهارا وعلى كل المنابر أمانة احملها من اهالي الهرمل الشرفاء سأتغنى به على جميع المنابر وهذا اول النداء، والنداء الثاني سيكون اقسى ومحمل بفضائح وصور واسماء، فلا تدعونا نكشف المستور!
أما النداء الثالث سيكون في الشارع في قلب الهرمل وامام بلديتكم وفي ساحة الهرمل الجديدة التي تعطون اهمية انشائها قبل النظر الى مشاكل المنطقة.
اتقوا الله...
ربيع شاهين
المصدر: Live Lebanon
