الموصل .... ام الربيعين حاضنة الغنى الروحي والتراثي لبلاد ما بين النهرين من حيث التنوّع في تركبيتها الإجتماعية والإنسانية استشهدت على يد ظلاميين هذا العصر بتهجير المسيحيين الذين عاشوا فيها منذ القرون الأولى لإنطلاق رسالة السيد المسيح ونشأة الكنيسة، وذلك وسط صمت دولي وعربي واسلامي مريب وعجز المرجعيات المسيحية الكبرى في العالم. ان ما حصل ويحصل في حق المسيحيين بالموصل وأيضاً في حق المذاهب والأثنيّات الأخرى والمعتدلين من المسلمين يوازي في خطورته ما ترتكبه اسرائيل من جرائم في حق أطفال غزة ونسائها وشيوخها. انها جريمة موصوفة واحدة تمتد من القطاع الى الموصل بأيدي حلفاء ولو تعدّدت تسمياتهم وتنوعت ضفافهم.ينبغي أن يقوم عمل دولي عربي موحّد للقضاء على الظاهرة التكفيرية واستئصالها من جذورها لأنها تهدّد بعودة منطقة الشرق الأوسط الى العصور الظلامية كما أنها تسقط الوجه السمح المنفتح الداعي الى كلمة سواء للدين الإسلامي.اننا اليوم أمام تحدٍّ كبير وندعو جميع اللبنانين الى وقف لغة التخاطب التي تثير الحساسيات والنعرات والكف عن القول أن هذا الفريق أو ذاك مستهدف لأن مثل هذا المنطق يغذّي المخاوف ويعزّز التوجّه الى استثارة النعرات وليس أمامنا الاّ خيارٌ واحد وهو التضامن الوطني الشامل لتفادي شر ما ينتظرنا. |